كواليس جديدة تكشف عنها لأول مرة وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الدور الإماراتي الكبير في وقف مُخططات الضم الإسرائيلية بشأن أراضي الضفة الغربية وذلك قبل فترة من توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي والذي تسبب حينها في وقف ذلك المخطط.
وكشفت صحيفة “جيرواليزم بوست”، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وجَّه رسالة سرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو تحوي تفاصيل عن لقاءات سرية أجراها صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر تؤكد موافقة واشنطن على ضمّ حوالَيْ ثلث الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن الرسالة كانت مطولة ومكونة من صفحات عديدة إلا أنها كشفت أجزاء منها أن ترامب أكد لنتنياهو أن إسرائيل ستكون قادرة على بسط السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، كما هو محدد في الخريطة المدرجة في ما إذا وافق نتنياهو على دولة فلسطينية في الأراضي المتبقية على تلك الخريطة.
كما شملت أيضًا توجيه أميركي بضرورة تنفيذ إسرائيل لهذه السياسات واعتماد خطط إقليمية مفصلة بشكل رسمي لا تتعارض مع الخريطة التوضيحية المرفقة برؤية ترامب ستعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على تلك المناطق من الضفة الغربية والتي ستعد فيما بعد أنها جزء من إسرائيل.
وفي السياق ذاته حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حينها، الأول من يوليو2020، للبدء في عملية الضم لأراضٍ من الضفة الغربية لكنه اضطر إلى تأجيل العملية لأجل غير مسمى بطلب من جاريد كوشنر.
وكانت إسرائيل تُخطط لضم منطقتَيْ غور الأردن وشمالي البحر الميت والتي تشكل 30%، من أراضي الضفة الغربية بفلسطين.
يُذكر أن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحينها كان يتولى منصب ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية عمل في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو، على إيقاف خطة الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، واشترط ذلك للاتفاق حيث قال وقتها: “نؤكد رفضنا القاطع لخطوة الاحتلال الإسرائيلي لضم أراضٍ فلسطينية بصورة غير قانونية”.
ودخلت الإمارات في مفاوضات سرية مع إدارة دونالد ترامب، لإقناع صهر ترامب وكبير مستشاريه وقتها جاريد كوشنر بالتراجع عن موقف الإمارات من الصفقة الأميركية الإسرائيلية بضمّ أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وذلك رغم موافقة ترامب نفسه على الأمر.
وكان “كوشنر” -الذي كان يعد الشخصية المركزية الأولى في إدارة ترامب- يخطط لإعطاء إسرائيل هدية إستراتيجية في قضية الضم لأراضي الضفة الغربية إلا أن الإمارات أقنعت فريق ترامب وكوشنر بالتنازل عن الصفقة وعدم إعطاء إسرائيل موافقة عليها.
ونجحت الإمارات في عرقلة خطط الضم الإسرائيلية عبر وقف ضم إسرائيل لثلث الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وهي غور الأردن وشمال البحر الميت والتي تشكل 30% من أراضي الضفة الغربية رغم موافقة ترامب الرسمية على صفقة الضم لتكشف الواقعة عن الدور الإماراتي البارز في مساندة فلسطين والحفاظ على أراضيها.