يبدو أن الاحتقان الشعبي والعالمي من قطر يزداد بصورة كبيرة، حتى تصاعدت المطالبات مجددا بضرورة المقاطعة، لتتخذ الاتحادات الكروية موقف المشجعين بطريقة رسمية وعلنية؛ إذ قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم عدم معاقبة عدد من جماهير الساحرة المستديرة الذين رفعوا لافتة تدعو إلى مقاطعة بطولة كأس العالم في قطر خلال مباراة “المانشافت” ضد إيطاليا، مؤكدا احترامه لحرية التعبير.
لم يتخذ الاتحاد الألماني لكرة القدم أو الشرطة الألمانية أي إجراءات لمعاقبة عدد من جماهير كرة القدم رفعوا لافتة ضد قطر في مباراة “المانشافت” ضد إيطاليا ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، وسلطت اللافتة، التي دعت إلى مقاطعة بطولة كأس العالم في قطر، الضوء على اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في الدولة الخليجية، وفقا لموقع “دويتش فيله” الألماني.
وأكد الاتحاد والشرطة عدم وقوع أي عمل إجرامي يتعلق برفع اللافتة؛ حيث إنها تأتي في إطار ممارسة حرية التعبير رغم توقيف المشجعين واستجوابهم من قِبل الشرطة عقب الواقعة.
ورفع نحو 15 شخصا لافتة مكتوباً عليها “15 ألف قتيل لمرحلة كبرى.. الفيفا وشركاؤه ليس لديهم ضمير” بعد وقت قصير من انطلاق المباراة التي أقيمت في مونشنغلادباخ غرب البلاد الثلاثاء الماضي، واستمر عرض اللافتة خلال المباراة لقرابة ثلاث دقائق فيما ردد أوليفر شميدت، معلق المباراة على قناة “زي دي إف” الألمانية، قائلا: “هذه رسالة واضحة وصادقة ومن الجيد وجود مكان لها هنا”.
ومن ناحيتها، قالت الشرطة في بيان: إن المشجعين “أثاروا شكوكا بكونهم انتهكوا قواعد الدخول” فيما أكد الناطق باسم الشرطة بأن هناك شكوكا بأن المشجعين الخمسة عشر قد دخلوا إلى المكان الخطأ في ملعب المباراة أو بدون حمل تذاكر على الإطلاق.
أما الشرطة الألمانية فقد أكدت لاحقا على اتفاقها مع الاتحاد الألماني لكرة القدم “بأن رفع اللافتة لا ينطوي على أي عمل جنائي؛ إذ يندرج الأمر تحت إطار حرية التعبير”، مشيرة إلى عدم اتخاذها إي إجراءات أخرى ضد المشجعين الخمسة عشر.
ورغم ذلك، أعربت مجموعة “فانهيلف مونشنغلادباخ” عن قلقها إزاء إمكانية وضع بيانات المشجعين في قاعدة البيانات الخاصة بالمشجعين مثيري الشغب التي تعهدت الحكومة الجديدة بإصلاحها.
كما شدد الاتحاد الألماني لكرة القدم على أن “حرية التعبير تعد حقا ثمينا خاصة عندما يتعلق الأمر بترشيح واستضافة كأس العالم 2022 في قطر وظروف معاملة العمال في الدوحة والقيود على حرية التعبير والإعلام ووضع المثليين؛ لذا فإن الانتقادات ضرورية”، مضيفا في بيانه أن “ثقافة جماهير كرة القدم في ألمانيا تساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على هذه الانتقادات ونحن نرحب بذلك بشكل جلي”.
وترمز عبارة “15 ألفا” الذي كُتب على اللافتة إلى ما نقلته منظمة العفو الدولية عن سجلات قطرية أن حوالي 15 ألف عامل أجنبي، توفوا في قطر في الفترة ما بين 2010 و2019 رغم أن المنظمة العفو الدولية أقرت بأنه من المستحيل تحديد العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم بسبب ظروف العمل في بناء ملاعب كأس العالم 2022.
وسبق أن كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في فبراير من العام الماضي، أن أكثر من 6500 عامل أجنبي من الهند ونيبال وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا قد لقوا حتفهم في قطر منذ عام 2010 وهو الموعد الذي فازت فيه الدوحة بحق استضافة كأس العالم.
وفي مايو الماضي، عقد اجتماع في مدينة فرانكفورت تحت شعار “ليس مونديالنا” بين عدد من روابط مشجعي كرة القدم في ألمانيا لمناقشة خيارات الاحتجاج بشكل مبتكر ضد استضافة قطر لمونديال كأس العالم.
وأشار “دويتش فيله” إلى أنه لا يُعرف حتى الآن عدد المشجعين الألمان الذين قرروا مقاطعة البطولة التي ستقام في الفترة ما بين 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر خاصة في ظل اهتمام الكثير من محبي الساحرة المستديرة في ألمانيا بتشجيع أنديتهم أكثر من منتخب “المانشافت”.
وكان عدد من مشجعي بايرن ميونيخ قد انتقدوا بشكل صريح اتفاقيات الرعاية في قطر، وهي القضية التي اضطربت في اجتماع الجمعية العمومية السنوية للنادي البافاري في نوفمبر الماضي.