السباقات الضخمة التي تشهدها الملاعب بمختلف الدول للحاق بكأس العالم في نوفمبر 2022، لم تقتصر على تلك المباريات فقط، فاشتعلت خلافات عالمية طاحنة بسبب قطر أيضا، كونها الحاضنة للمونديال، والتي تتأجج بشدة مؤخرا بسبب الانتهاكات الجسيمة والأخطاء الفادحة التي وقعت بها لأجل الحصول على كأس العالم.
ومن آخر تلك الصراعات، هي مهاجمة رئيس مونديال قطر لجاريث ساوثجيت وتحذير مدير إنجلترا من “اختيار كلماته بعناية” بعد أن قال رئيس فريق الأسود الثلاثة: إنه وجد قضايا حقوق الإنسان في الدولة الخليجية “مروعة للغاية”.
وطالب الرئيس التنفيذي لقطر 2022 ناصر الخاطر، مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت بـ”اختيار كلماته بعناية” بعد أن أعرب عن مخاوفه بشأن ملاءمة البلد لاستضافة كأس العالم.
وانهالت عدة اتهامات على قطر بشأن معاملة العمال المهاجرين وسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان منذ حصولها على نهائيات مثيرة للجدل في عام 2010.
كما تثير قضايا التمييز الجنسي والمثلية، وحقوق المرأة أكثر تشددًا مما هي عليه في بعض أجزاء أخرى من العالم، أزمات واسعة في قطر.
قال ساوثجيت سابقًا: إنه “عار كبير” ألا تسافر أقسام من مشجعي إنجلترا إلى قطر للمشاركة في كأس العالم هذا الشتاء، وأكد أن لا أحد “يشعر بالرضا” بشأن القضايا المطروحة.
قبل المباريات الودية خلال فترة التوقف الدولي، استضاف ساوثجيت اجتماعاً مع منتخب إنجلترا الحالي، حيث ناقش التحديات المستمرة في قطر وافتتح حوارًا حول كيفية إظهار إنجلترا لمعارضتها.
وتساءل عما ستحققه مقاطعة إنجلترا لكأس العالم، التي تنطلق في نوفمبر، واعترف بأن أي إجراء قد يتخذه فريقه سيواجه انتقادات من بعض الجهات، بعد فوز إنجلترا على ساحل العاج في ويمبلي مساء الثلاثاء، سافر ساوثجيت إلى قطر كجزء من وفد اتحاد الكرة في قرعة كأس العالم يوم الجمعة.
وفي مقابلة مع “سكاي سبورتس نيوز”، وجهت أسئلة إلى الخاطر حول آراء مدرب إنجلترا؛ إذ أعرب عن أمله في الحصول على فرصة للتحدث وجهاً لوجه خلال مؤتمر FIFA في الدوحة، قائلا: “سؤالي سيكون مَن مِن منتخب إنجلترا ذهب إلى قطر؟ سؤالي للمدرب هل ذهب إلى قطر؟ هل يبني آراءه وبياناته العلنية على ما قرأه؟ لأنها نوعًا ما مشكلة عندما تبني رأيًا تتحدث عنه بصوت عالٍ جدًا حول الأشياء التي قرأتها… شخص لديه الكثير من التأثير مثل ساوثجيت، شخص لديه جمهور كبير يستمع إلى ما قاله عليه أن يختار كلماته بعناية”.
وقال الخاطر أيضا: “لذلك أتطلع إلى الترحيب به هنا، وأتطلع إلى مقابلته في القرعة. يمكنه الاستماع إلى رأيي. ليس عليه أن يصدق ذلك، لكنه على الأقل يحتاج إلى الذهاب إلى هذا الحد لفهم الآراء المختلفة، وفهم الثقافات المختلفة”.
وفي محاولة لمنع تفاقم الخلاف وحفظ ماء وجهه، أكد الخاطر: “أنا أقدم له احترامي العميق. أحترمه كمدرب وكإنسان. ليس لدي أي مشاكل مع آراء الناس. من الواضح أنه عندما يكون لدى شخص ما رأي مختلف، فإنك ستمنحه وجهة نظرك في القصة. يمكننا أن نتفق على عدم الموافقة، لكن لا بأس بذلك”.
وفي خلال ذلك، أعلن الفيفا أن قواعده الجديدة المتعلقة بإعارة اللاعبين ستُطبق اعتبارًا من يوليو، أي أنه من 1 يوليو 2022 إلى 30 يونيو 2023، قد يكون للنادي ثمانية محترفين كحد أقصى، تبلغ أعمارهم 22 عامًا أو أكثر، معارًا وثمانية لاعبين على سبيل الإعارة، وسينخفض هذا الرقم إلى ستة لاعبين معارين من 1 يوليو 2024 أو خروجهم منه.