معاناة مريرة تعيشها المرأة في تركيا، وأزمات لا تتوقف، وانتهاكات جسيمة تتعرض لها في منزلها وخارجه وبين الشوارع برعاية نظام الحكم، والتي تصل لداخل السجون والمعتقلات التي تعج بآلاف النساء والأطفال الذين دخلوها ظلما، لتدرج تركيا ضمن أعلى البلدان عنفا للمرأة.
ومن آخر مشاهد العنف التي شهدتها النساء في تركيا، هو اعتقال قوات الشرطة أكثر من 20 امرأة في مداهمات بالصباح الباكر ليوم الخميس، في محافظة ديار بكر جنوب شرقي البلاد، وفقا لموقع “جيو نيوز” التركي.
وأضاف الموقع التركي: أنه من بين المعتقلين سياسيون ونقابيون ومدافعون عن حقوق المرأة، قائلا: إن المدعي العام في ديار بكر أصدر مذكرات توقيف بحق 24 امرأة.
ومن بين الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم كان فيليز بولوتكين، الرئيس المشارك السابق لبلدية سور في ديار بكر، والتي تم استبدالها بأمين معين من الحكومة، وفاطمة يلدجان، سكرتيرة نقابة عمال الصحة والخدمات الاجتماعية في ديار بكر، ورمزي سيزيجي، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في منطقة يني شهير بالمحافظة، وفقًا لتقارير إعلامية.
فيما كشف موقع “بيانيت” التركي الإخباري نقلاً عن مصادر محلية أنه تم القبض على النساء بسبب أنشطتهن خلال فعاليات يوم المرأة العالمي في 8 مارس الجاري.
بينما حظر حكام المدن التركية بما في ذلك إسطنبول، التظاهرات أو المسيرات للاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وأكد موقع “أحوال” التكي أنه ما زال العنف ضد المرأة وقتل الإناث من المشاكل الخطيرة في البلاد، حيث تغطي وسائل الإعلام هذه القضية على أساس يومي، ودفع عدد الحالات المواطنين إلى ممارسة ضغوط متزايدة على الحكومة لمعالجة هذه القضية.
بينما أكد الفرع النسائي لحزب الشعوب الديمقراطي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن عملية الشرطة لن توقف مسيرة النساء من أجل حقوقهن، مشددا على أنه: “لا يمكنك منع صراعنا مع الضغط”.
وقمعت السلطات التركية الاجتماعات العامة والاحتجاجات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ومناسبات أخرى منذ المظاهرات التي عمت جميع أنحاء البلاد ضد الحكومة في عام 2013؛ إذ تحتل تركيا المرتبة 69 من بين 162 دولة في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين للأمم المتحدة، والمرتبة 130 في الفجوة العالمية بين الجنسين.
في العام الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انسحاب بلاده من اتفاقية إسطنبول لحقوق المرأة، في خطوة أثارت انتقادات شديدة من حلفاء تركيا الغربيين وأدت إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
ووفقًا لتقرير نشره الأسبوع الماضي كاندان يوجير، نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، قُتل ما لا يقل عن 278 امرأة وفقدت 235 امرأة حياتهن بشكل مريب منذ انسحاب تركيا من المعاهدة الدولية، بينما بلغ إجمالي عدد النساء اللواتي قتلن على يد رجال خلال العشرين سنة الماضية، منذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى السلطة في عام 2002، إلى 7990 على الأقل.