اتخذت الحكومة التركية موقفا أثار جدلا وتساؤلات واسعة، قبل أيام، بإغلاق مقر للمعارضة السورية في العاصمة أنقرة، تابع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المعروف بـ”الائتلاف السوري”، كونه يلقى دعما كبيرا من تركيا منذ تأسيسه قبل أعوام.
وكشفت مصادر تركية مبارزة تلك الأسباب وراء قرار السلطات بإغلاق مكتب الائتلاف السوري في العاصمة، وتوكيل مهامه للحكومة في مدينة غازي عينتاب التركية الواقعة جنوب البلاد على الحدود مع سوريا، بأن أولهم هو لأسباب مالية؛ إذ تحاول الحكومة تخفيض الميزانية المالية للائتلاف، نظرا لتدهور الاقتصاد التركي، وهو ما عزته لوجود مقر آخر له في إسطنبول، ومقر رئيسي لما يسمى بـ”الحكومة السورية المؤقتة” المدعومة من تركيا أيضا.
وأضافت المصادر: أن ثاني تلك الأسباب، يرجع إلى رغبة أنقرة في التخلي كليا عن ذلك الائتلاف وإسناد مهامه للحكومة السورية المؤقتة، وهو ما يتزامن مع محاولة عدد من الشخصيات السورية المعارضة تأسيس كيان آخر سيقوده رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، ليصبح منافسا للائتلاف الذي يتجه أعضاء للانضمام.
وتابعت: إن السلطات التركية تتمسك برئيس ما يسمى بـ”الحكومة السورية المؤقتة” عبدالرحمن مصطفى بدلا من “الائتلاف”، لكونه ينتمي للأقلية التركمانية في سوريا والمشهور بولائه التام لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم وزعيمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشارت المصادر إلى وجود أهداف سياسية أخرى لدى الحكومة التركية من ذلك القرار، ترتبط بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في يونيو 2023، التي من شأنها حسم مستقبل تركيا؛ إذ تحاول الحكومة امتصاص حالة الغضب الشعبي من وجود اللاجئين السوريين في بلادهم، ما كان أحد أسباب تراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
جدير بالذكر أن السلطات التركية قررت إغلاق المكتب في أنقرة بصورة مفاجئة، بينما لم يصدر أي بيان رسمي من “الائتلاف” للتعليق على أسباب إغلاق ذلك المكتب؛ إذ يتواجد له عدة فروع في تركيا منها إسطنبول.