اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قبل أيام، بعدما ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب تاريخي لإعلان تحرك القوات الروسية، صوب الأراضي الأوكرانية بهدف حماية مصالحها، كما يأتي تحت مظلة طلب تقدم به قادة إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، والذي أعلن “بوتين” قبل أيام قليلة الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك، لحماية سكان الإقليم.
وكان الكرملين الروسي، قال قبل إعلان “بوتين” لقرار دخول أوكرانيا، إن رئيسي الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا، لوهانسك ودونيتسك، طلبا من الرئيس فلاديمير بوتين المساعدة في صدّ عدوان الجيش الأوكراني.
وأكد “بوتين” خلال نص خطابه أن روسيا على مدى 30 عاماً تحاول بإصرار وصبر التوصل إلى اتفاق مع دول الناتو حول مبادئ الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة في أوروبا، وفي مقابل مقترحاتنا واجهنا باستمرار إما الخداع والأكاذيب الساخرة، أو محاولات الضغط والابتزاز، في حين أن حلف شمال الأطلسي، في هذه الأثناء، رغم كل احتجاجاتنا ومخاوفنا، كما آلة الحرب تتحرك وأكرر أنها تقترب من حدود روسيا.
وخلال خطاب لـ”بوتين” أكد أنه أقبل على تلك الخطوة وفقًا للمادة 51 من الجزء 7 من ميثاق الأمم المتحدة، وبموافقة مجلس الاتحاد الروسي ووفقاً لمعاهدات الصداقة والمساعدة المتبادلة التي صادقت عليها الجمعية الفيدرالية في 22 فبراير من هذا العام مع دونيتسك الجمهورية الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية، قررت إطلاق عملية عسكرية خاصة، لحماية السكان الذين تعرضوا للتنمر والإبادة الجماعية من قِبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات، ولهذا سنسعى جاهدين لنزع السلاح في أوكرانيا، وكذلك تقديم أولئك الذين ارتكبوا جرائم دموية عديدة ضد المدنيين، بمن فيهم مواطنو الاتحاد الروسي، إلى العدالة، منوهًا إلى أنه في نفس الوقت “خطتنا لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية لن نفرض أي شيء على أحد بالقوة”.
وأوضح “بوتين” أن العملية العسكرية لا ترتبط بالرغبة في التعدي على مصالح أوكرانيا والشعب الأوكراني، ولكنها مرتبطة بحماية روسيا نفسها من أولئك الذين أخذوا أوكرانيا كرهينة ويحاولون استخدامها ضد بلدنا وشعبها.
وفي ديسمبر عام 1991، كانت أوكرانيا وبيلاروسيا من بين الجمهوريات التي دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفيتي، وخلال عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال العقد الكبير بحدود أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وفي مطلع التسعينيات، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كانت أوكرانيا تمتلك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم، وعملت الولايات المتحدة الأميركية مع روسيا على نزع الأسلحة النووية الأوكرانية.
وخلال عام 2008، حاول الرئيس الأميركي وقتها جورج بوش، ضم أوكرانيا لحلف الناتو، ولكن بوتين رفض، في عام 2014، اندلعت أزمة “شبه جزيرة القرم” لتعلن وقتها جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوهانسك برغبة منهما في الانفصال عن أوكرانيا، وفي نهاية 2021، طلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة عدم سماحها بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو أو تلقي مساعدات عسكرية.