جدل واسع فجره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الساعات الماضية ببلاده وخارجها، ولكن هذه المرة ليس من خلال سياساته أو تصريحاته أو قراراته، وإنما بسبب صحته التي ولدت تساؤلات عديدة، على رأسهم قدرته في الاستمرار بالحكم ومصير حزبه الحرية والعدالة.
ظهرت تلك التساؤلات، بعد تقرير صادم نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، بعنوان “أردوغان قد يكون مريضا جدا ولا يستطيع الاستمرار في قيادة تركيا”، أكدت فيه تدهور صحته بصورة كبيرة قد تمنعه عن الحكم.
وقال الخبير في الشؤون التركية ستيفن أ.كوك، في تقريره عبر المجلة، إن أردوغان يعاني من مشاكل مرضية من الممكن أن تمنعه من الاستمرار في حكم تركيا، مشددا على أنه سيكون من الخطأ الفادح تجاهل الإشارات التي تدل على تدهور صحة الرئيس التركي.
وتابع: إن أردوغان ظهر مريضا وهزيلا بصورة واضحة مؤخرا، ما يرجح أنه مريض جدا حيث لا يمكنه الترشح لإعادة انتخابه، مستندا في ذلك إلى عدة مقاطع فيديو يظهر فيها الرئيس التركي بصورة مريضة للغاية.
ومن بين مقاطع الفيديو، أنه احتاج إلى مساعدة زوجته ومساعدته وهو يتحرك على السلالم، وفي آخر، ظهر وهو يعاني بعض الصعوبة في المشي بأنيتكابير، ضريح مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك، وفي مشهد آخر كان غير قادر على الحديث ويهتف بكلمات غير مفهومة خلال كلمة على التلفزيون.
ورجحت الصحيفة الأميركية أن يكون أردوغان يعاني من زيادة النسيان، ومشاكل في التنفس، والارتباك، والقيء، ضربات القلب، وزرع مزيل الرجفان الداخلي، موضحة أنه بات يشاركه طاقم طبي بصورة ملحوظة، وقلل من لقاءاته مع الصحافة.
وذكرت أنه في حالة وفاة الرئيس، سيتولى نائب الرئيس فؤاد أقطاي المسؤوليات والصلاحيات، حتى يمكن إجراء انتخابات في 45 يوما، مشيرة إلى احتمالية أن ينقسم حزب العدالة والتنمية بطرق من شأنها أن تفتح طريقا لانتخابات تنافسية يمكن أن يفوز بها أي من السياسيين المعارضين الرئيسيين في تركيا.
أثار تقرير “فورين بوليسي”، جدلا واسعا في تركيا، ليتم تحفيز الجهات المعنية بالرد، ولكنه جاء ضعيفا دون دلائل عن توقيت الفيديوهات المنشورة ليرجح تدهور صحة أردوغان.
ونشر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، مقطع فيديو قصيرا يظهر فيه أردوغان يلعب كرة السلة، معلقا بعبارة “نعم، الاستمرار غدا سيكون مع رجب طيب أردوغان”.
ولكن لم يتم تحديد موعد ذلك اللقاء، ما يثير شكوكا بكونه فيديو قديم تمت الاستعانة به حديثا.
كما نشر الرئيس التركي بنفسه رسالة أخرى عن صحته الجيدة، يظهر فيها يمارس نشاطا رياضيا.
بينما سعت الصحف الموالية للنظام إلى نفي تقرير الصحفية الأميركية، من خلال تداول مقطع فيديو قديم لأردوغان يلعب فيه كرة السلة مع وزرائه ومستشاريه، بالمجمع الرئاسي في أنقرة، في محاولة هزيلة لإثبات عدم مرضه وسلامة حالته الصحية.
وعلق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على ذلك الفيديو المتداول بقوله: “كان رئيسنا في حالة جيدة (في الفورمة) ما شاء الله”.
