بعد ما يقرب من شهرين على تكهنات عديدة وإجراءات استثنائية بتونس والإطاحة برئيس الوزراء وتجميد البرلمان، قرر الرئيس التونسي قيس سعيد استكمال قراراته التاريخية، بتعيين أول سيدة على رأس الحكومة، لتكون سابقة هي الأولى من نوعها عربيًا.
وتربعت نجلاء بودن على رأس الحكومة التونسية الجديدة، بعد تكليفها من قِبل الرئيس قيس سعيّد الأربعاء وفق ما ذكر بيان صادر عن الرئاسة.
وفي أول تصريحاتها عقب تعيينها، قالت نجلاء بودن، إنها ستعمل على تشكيل حكومة متجانسة، لمواجهة الصعوبات الاقتصادية، ومحاربة الفساد في البلاد، مؤكدة أنها ستعمل على تلبية مطالب التونسيين المتعلقة بحقوقهم الطبيعية في النقل والصحة.
ونجلاء بودن، لا يوجد لها أي انتماء سياسي، على غرار رئيس الجمهورية قيس سعيد، ما يكشف أسباب اختياره لشخصية ليست حزبية أو سياسية، وهي أول خطوة في تركيبة الحكومة لإدارة المرحلة الانتقالية، بهدف إرساء إصلاحات سياسية.
وتعتبر نجلاء بودن رمضان، هي من مواليد 1958 بولاية القيروان، وعملت كأستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين مختصّة في علوم الجيولوجيا.
وتولت الإشراف على خطة لتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتقن إضافة إلى اللغة العربية، اللغتين الفرنسية والإنجليزية، قبل قرار تعيينها الجديد.
كما سبق أن تولت منصب مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011، ورئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.
ومنذ قرار تعيينها، بدأت نجلاء بودن مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة، خلال تحديات جسيمة بمقدمتها ملف الاقتصاد الذي عانى الكثير في ظل استمرار أزمة وباء كورونا، بالإضافة إلى التصدي لممارسات جماعة الإخوان وحركة النهضة في مختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها.
وقال سعيد، في تصريحاته عقب إعلان تعيين بودن: إن اختيار نجلاء رمضان شرف للمرأة التونسية وطلب منها اقتراح حكومة في الساعات أو الأيام المقبلة “لأننا أهدرنا الكثير من الوقت”، مشيرا إلى أنه على الحكومة الجديدة الاستجابة لمطالب وكرامة التونسيين في كافة المجالات، بما في ذلك الصحة والنقل والتعليم.
وأكد سعيد أن الطبيعة “التاريخية” لاختيار نجلاء رمضان، واصفا الأمر بأنه “شرف لتونس وشرف للمرأة التونسية”، موضحا أن المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة ستكون “وضع حد للفساد والفوضى التي انتشرت في العديد من مؤسسات الدولة”.