أكد موقع الإخباري التركي أن قطر ستستمر في لعب دور بين العواصم الغربية وطالبان، وربما تكون واحدة من أولى الدول التي تعترف بالحكومة، خاصة أنها كانت حلقة التواصل مع أميركا والحركة للتوصل إلى اتفاق في المدينة لإنهاء المشاركة العسكرية الطويلة لواشنطن في أفغانستان.
وقال موقع “TRT World”: إن وساطة قطر بين واشنطن وطالبان جاءت نتيجة احتضان الدوحة مكتبا سياسيا في قطر منذ عام 2013، لذلك من المرجح أن تستمر الدولة الخليجية في ممارسة نفوذها بشق الأنفس على طالبان كجسر بين المجموعة الحاكمة والعالم الغربي، وفقًا للخبراء، لكن المحللين يؤكدون أيضًا أن الدور الذي تهدف قطر إلى لعبه سيكون صعبًا فيما يتعلق بعدم القدرة على التنبؤ بحركة طالبان والتعقيدات في أفغانستان.
ومن المتوقع أن تساعد الدوحة في تسهيل اعتراف بعض الدول بطالبان، كما يقول إيوانيس كوسكيناس، الزميل البارز في برنامج الأمن الدولي لأميركا الجديدة، وهي مؤسسة فكرية أميركية، مضيفا أنه ستبحث الدوحة عن ضوء أخضر من واشنطن قبل الاعتراف بطالبان كحكومة مؤقتة لأفغانستان.
وقال ميتات ريندي، السفير التركي السابق في قطر، لـTRT Worl: “ستعترف الدولة القطرية بحكومة طالبان بالتأكيد من أجل ضمان استدامة العلاقات بينهما”، لكن لم يتضح “أي الدول ستعترف بحكومة طالبان في ظل أي ظروف”.
وفي الأسبوع الماضي، قام وزير الخارجية القطري بأول زيارة رفيعة المستوى إلى كابول، حيث التقى بكبار الشخصيات في حكومة طالبان المؤقتة، وأشار إلى أن الدوحة تسعى إلى ترسيخ مكانتها في الدولة التي مزقتها الحرب.
وعلق عليها ريندي بقوله: “قطر رسول بين الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها الغربيين وطالبان”. ومن المحتمل أن وزير خارجية قطر طلب موافقة واشنطن قبل زيارته لأفغانستان، وفقًا للدبلوماسي التركي الكبير السابق.
ومع صعود طالبان السريع إلى السلطة، من الواضح جدًا أن هذه العلاقة الخاصة قد وصلت إلى مستوى جديد من الوسيط إلى “تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لأفغانستان والتأكد من أن مطار كابول يعمل”، وهذا يعني أن قطر تزيد من تدخلها في أفغانستان على عدة جبهات.
على أي حال، تظهر روابط قطر “المتجذرة” مع طالبان أن العلاقة ليست “مؤقتة؛ ما يشير إلى أن علاقاتهما ستستمر في المستقبل بمعنى قوي”، كما يقول عمر دوران، المحلل السياسي الخليجي المقيم في إسطنبول، مشيرا إلى أن علاقات قطر مع طالبان ليست خطوات تكتيكية. بدلاً من ذلك، إنه قرار واعٍ من قبل قطر أن تلعب دورًا أكثر أهمية في مستقبل المنطقة، لكنها ستكون مهمة شاقة بالنظر إلى أيديولوجية طالبان.
ويتوقع الغرب أن تضمن قطر مخاوفها الأيديولوجية والأمنية النابعة من أفغانستان التي تحكمها طالبان، بينما سيزيد من ضغوطه على الدوحة لإقناع المجموعة الحاكمة في كابول بالتصرف وفقًا للمصالح الغربية، ومن ثَم سيكون مستقبل قطر الخارجي مرهونا بنجاح حكومة طالبان المؤقتة.
ووفقا لذلك تشعر قطر بالضغط من الغرب، لذلك ستتنقل بحذر، ولن تعد علنًا بالاعتراف بحكومة طالبان بسرعة، وستواصل التحدث مع جهات سياسية مختلفة مثل الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وعبدالله عبدالله، رئيس مفاوضي الحكومة الأفغانية السابق مع طالبان.
وبالنسبة لمصالح قطر في أفغانستان، قال الموقع التركي: إن ظهورها ومكانتها الدولية أمران مهمان أكثر من أي شيء آخر بالنسبة الدوحة الخليجية في كابول.