رغم محاولاتها بتلميع صورتها والزعم بكونها بلد الإنسانية والسلام وتعاونها في ذلك مع الإرهابيين، إلا أن التاريخ يزخر بالكثير من المواقف التي خانت فيها قطر، أشقاءها العرب، وسالت دماء الكثير من الأبرياء منهم للدفاع عن غيرهم لأجل السلام وصد التطرف.
ومن بين تلك المواقف العديدة، هي ذكرى معركة صافر أو “شهداء الإمارات”، التي وقعت قبل ٦ أعوام، وتحديدا في ٦ سبتمبر ٢٠١٥، حيث تحل اليوم ذكرى استشهاد كوكبة من أبطال التحالف العربي في اليمن، امتزجت فيها دماء جنود الإمارات والسعودية والبحرين واليمن، ليكونوا ضحايا الغدر الحوثي القطري الإخواني.
وقبل ٦ أعوام، جرى الهجوم على المعسكر اليمني في يوم الجمعة ٤ سبتمبر عام 2015، من قبل ميليشيات الحوثي، على صافر في اليمن، معسكر لقوات تحالف دعم الشرعية، ما أسفر عن استشهاد 60 جنديا بينهم 45 إماراتياً، و10 سعوديين، و5 بحرينيين.
وجاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه قطر عضوة بتحالف دعم الشرعية في اليمن، قبل أن يتمكن من الكشف عن خيانتها، وتسليمها كل التفاصيل والخطوات التي كان ينفذها التحالف، حيث سلموا إحداثيات الموقع لميليشيات الحوثي، المدعومة من حليفتها إيران في محافظة مأرب.
ورغم تلك الخيانة المشينة، إلا أنها لم تنل من عزيمة الإمارات وتصميمها على محاربة قوى الإرهاب في اليمن، بجانب سعيها الدؤوب لدعم مسيرة التنمية بها.
وبعد أن بذل الشهداء أرواحهم ضحية للغدر من قطر والإخوان، أصبحوا مثالاً لملحمة بطولية لقوات التحالف العربي على أرض اليمن، ما دفع قيادة التحالف العربي حينها إلى إنهاء عضوية قطر في التحالف، لتكون تلك الواقعة هي أكبر نقطة تحول في مجريات الأحداث، لتشهد اليمن بعد ذلك عمليات عسكرية واسعة لقوات التحالف أفقدت ميليشيا الحوثي مساحات واسعة من الأرض كان تحت سيطرتها؛ لتصل نسبة الأراضي المحررة إلى 80%.
وأحيى رواد مواقع التواصل الاجتماعي والعرب، ذكرى حادثة صافر، اليوم، حيث دشنوا عدة أوسمة لتكريم الشهداء منها، غدر سبتمبر وشهداء الإمارات، لتقديم التحية والعرفان لأرواحهم الطاهرة، وإحياء تفاصيل الواقعة من تورط نظام الدوحة وحزب الإصلاح الإخواني في تنفيذ عملية الغدر.
وكتب أمجد طه، رئيس المركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أن: “اليوم ذكرى #شهداء_الإمارات ذكرى غدر نظام قطر للتحالف العربي والتخابر مع الحوثي لاستهداف أبطال السعودية والإمارات والبحرين”، مضيفاً: “في مثل هذا اليوم تعاون إخوان اليمن وأجهزة الدوحة مع ميليشيات إيران لقتل أبناء العروبة. لم ننسَ من خان وإن سامحنا.. ولن ننسى وقفة أبناء الجنوب العربي”.
كما أكد أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن “غدر 4 سبتمبر كان نتيجة خيانة قطر وتواطئها مع الحوثي بعد أن راهن عليه تنظيم الحمدين الإرهابي لتقويض أمن السعودية والمنطقة وتصدير الإرهاب من خلاله وبالتعاون مع الإصلاح ذراع الإخوانجية في اليمن الذي انصدم بحزم وعزم التحالف جنداً وقادة”، وقال آخر: إن “ذكرى #غدر_4_سبتمبر تؤكد لنا ألّا أمان لأولئك الخونة الذين غدروا بكل خسة ودناءة بأرواح شهداء #التحالف_العربي الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة صدا لعدوان #الحوثي على #اليمن”.