يبدو أن أطماع قطر الخارجية تجددت تجاه أفغانستان، بعد الكشف عن أول مفاوضات خارجية مع طالبان، والاتجاه للتفاوض مع تركيا بشأن تأمين مطار كابول، حيث تحتضن الحركة على مدى عدة أعوام.
وبعد إعلان حركة طالبان، أمس الجمعة، عقد أول لقاء مع وفد فرنسي، وذلك في قطر، بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول، قبل أسابيع، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، برزت أولى نوايا قطر تجاه أفغانستان، بالتعاون مع حليفتها تركيا.
نقلت قناة “الجزيرة” القطرية عن مصدر في طالبان قوله: إن الحركة ستطلب مساعدة فنية من الدوحة في تشغيل مطار كابول، مشيرة إلى طلب الحركة مساعدة فنية أيضا من تركيا لإدارة المطار بعد أن انتهاء المهلة النهائية لانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان يوم الثلاثاء وهي مهلة نهائية تقول طالبان إنها تسري كذلك على القوات التركية.
فيما أورد موقع “أحوال” التركي أن مسؤولين تركيين قالوا قبل ساعات إن تركيا لن تساعد في إدارة المطار بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي إلا إذا وافقت طالبان على وجود أمني تركي، بعد أن سلطت هجمات دموية خارج المطار مصاعب مثل هذه المهام.
كما أكد أن استمرار تشغيل المطار بعد تسليم القوات الأجنبية السيطرة عليه أمر حيوي ليس فقط لأفغانستان للبقاء على اتصال بالعالم ولكن أيضا للحفاظ على الإمدادات وعمليات المساعدة، لذلك ترغب تركيا في بقاء قواتها في أفغانستان للتمدد في آسيا الوسطى في مواجهة النفوذين الروسي والإيراني.
وبالأمس، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أن طالبان قدمت عرضا للحكومة التركية يتمثل بتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول.
وأضاف أردوغان: “تركيا لن تطلب إذن أحد حِيال الاتصالات المحتملة مع طالبان.. لدى طالبان عروض لنا بخصوص تشغيل مطار كابول، ولم نتخذ قرارًا بعد بهذا الصدد”.
ويأتي ذلك بعد تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس التركي: إننا “نتعامل مع رسائل قادة طالبان بتفاؤل حَذِر”، لافتًا أن بلاده تواصل الحوار مع مختلف الأطراف الأفغانية ومعتبرا أن “خطوات طالبان وأفعالها لا أقوالها هي ما سيحدد شكل المرحلة القادمة في أفغانستان”.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بكل السبل، الدخول إلى أفغانستان وتأمين مطار كابول، الذي بات المنفذ البعيد عن أيدي طالبان، ليحصد مكان القوات الأميركية بالبلاد.
وسبق أن أبدى أردوغان، رغبته في الدخول لأفغانستان، قبل قمة الأطلسي، في يونيو الماضي، مدعيًا أن بلاده هي “البلد الوحيد الموثوق به” التي يحتفظ بقوات في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي والأطلسي.
وغازل أردوغان طالبان مجددًا بالدعوة للحوار معها كما يهدف للحصول على إدارة مطار كابول، مطالبا بضرورة إبقاء قنوات الحوار مع الحركة مفتوحة، واتباع نهج تدريجي بدلا من نهج قائم على شروط صارمة مبينا أن تركيا ترحب مبدئيا بالرسائل المعتدلة التي صدرت عن الحركة المتشددة.
وسبق أن قال الناطق باسم حركة طالبان الأفغانية، سهيل شاهين: إنهم يريدون إقامة علاقات جيدة مع تركيا ودول الجوار، ما يثبت إجراء عدة مفاوضات مشتركة بين الطرفين مع وساطة قوية لتنفيذ تلك الأغراض الإرهابية.