رغم ما تروج له الدوحة بكونها تدعم حقوق الإنسان والحريات واحتضان لاجئين وأجانب من كل الجنسيات، إلا أنه في كل مرة يرى العالم مدى فداحة الانتهاكات فيها ووجود أوضاع صادمة، دون مراعاة أي مبادئ للإنسانية.
وبعد هروب عدد من الأفغان من بلادهم خوفا من جرائم حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد الأسبوع الماضي، اتجه بعضهم إلى قطر، ليصطدموا بأوضاع غير إنسانية على الإطلاق، تم توثيقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت وكالة أنباء محلية أفعانية شكوى المواطنين الأفغان في مخيم قطر للاجئين من محنتهم ونقص الخدمات، مع مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر.
وأكدت وكالة الأنباء مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر، يظهر محنة اللاجئين الأفغان في المخيم، يظهر عدم وجود نظام تكييف.
وقال أحد اللاجئين في الفيديو: إنه لا يوجد سوى مرحاض واحد في المخيم، كما يمكن سماع اللاجئين الأفغان وهم يشكون من الطقس الحار وقلة الخدمات الأخرى، عبر الفيديو.
كما أوردت وكالة “آسواكا” الإخبارية الأفغانية، صورا وفيديوهات، تندد فيها بالوعود القطرية وأوضاع المواطنين الهاربين من الحرب بأفغانستان ليلقوا ويلات الدوحة.
وأوضحت الوكالة الأفغانية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن الفيديوهات تظهر مدى المعاناة غير الإنسانية، معلقة عليها بـ”محنة اللاجئين الأفغان في مخيم اللاجئين في قطر.. المواطنون يعانون من عدم وجود نظام تكييف مع مرحاض ودش واحد فقط للجميع”، مشيرا إلى أن اللاجئين الأفغان يشتكون من الطقس الحار وقلة الخدمات.
وأكد أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الصور تظهر تكدس اللاجئين في قطر، وعدم توفير أي خدمات لهم باستثناء الطعام في القاعدة الجوية في الدوحة، ومعاناة الأطفال البالغة بينهم، بسبب موجات الطقس الحار العالية، وغياب مستويات النظافة والتعامل الإنساني، بخلاف ما تروج له قطر.
ويعاني العمال الأجانب في قطر من أزمات ضخمة على مدى عدة أعوام، رغم مطالبات المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة تحسين أوضاعهم مئات المرات، من عدم دفع الأجور والمعيشة في ظروف غير إنسانية ومقتل ووفاة البعض دون أسباب معلنة.
وأكد تقرير أعدته مؤسسة “ماعت ” قبل ٤ أشهر، استمرار
العمال الأجانب الموجودين فى قطر، والذين رصدوا معاناتهم والانتهاكات التي يتعرضون لها، منها العمل بأوقات أكثر دون أي توفير حياة آدمية لهم، أو منحهم رواتبهم، وتعرضهم إلى الأمراض، وأنهم أخذوا ديونا لمجرد أنهم يصرفون على أنفسهم في الدوحة، وهو ما تساءل عنه الكثير من المنظمات الدولية عن تلك الانتهاكات التي تعرض لها العمال في الدوحة، وأن هذه الانتهاكات استمرت إلى التعسف في أجور العمال، وانتهاكات بانتظام عقودهم مع العمال المهاجرين في الدوحة.
وفي الأسبوع الماضي، تمكنت حركة طالبان، من دخول العاصمة كابل، وأمرت مسلحيها بدخول كابل لمنع عمليات النهب، كما أعلنت تسيير دوريات أمنية بالعاصمة الأفغانية كابل، مؤكدة أنه “لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان”.
كما أن مسلحي الحركة سيطروا على القصر الرئاسي في كابل، بعد تقديم الرئيس الأفغاني أشرف غني استقالته، بسبب انهيار الحكومة أمام الحركة.
وخلال الأيام الماضية، سيطرت طالبان على حوالي ٩٠% من أفغانستان، بسقوط مدينة مزار شريف شمالي البلاد، ومنها إلى جلال آباد وعاصمة ولاية ميدان وردك غرب كابل، لتفرض قبضتها على الحدود الأفغانية الباكستانية، بالإضافة إلى بولي علم بولاية لوغار، وميدان ورد غرب كابل، وغزنة بقلب البلاد.
كما سيطرت طالبان على آخر المدن الرئيسية خارج العاصمة وهي مدينة خوست عاصمة ولاية خوست، والتي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، لتفصل بذلك العاصمة عن الشرق.