خلال الأيام الماضية، أثير جدل ضخم بشأن قضية التجسس على الملايين والصحفيين، حيث حاولت أطراف خارجية إلصاق التهمة بالإمارات، التي خرجت نفسها بشكل قاطع، قبل أن تكشف مجلة “فوربس” الأميركية حقيقة الأمر والمسؤول عن تلك الأكاذيب والشائعات.
كشفت المجلة الأميركية “فوربس”، أن قطر عرضت على شركة NSO الإسرائيلية دفع مئات الملايين من الدولارات، لشراء برامج التجسس بيغاسوس.
وأضافت المجلة الأميركية أن الشركة رفضت بسبب مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في الدوحة.
وسبق أن نفت وزارة الخارجية الإماراتية، ما وصفته بـ”المزاعم” حول تجسس سلطات الإمارات، ضمن عدد من الدول، على أشخاص باستخدام برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان لها، إن “المزاعم الواردة في التقارير الصحفية الأخيرة التي تدعي أن الإمارات العربية المتحدة من بين الدول المتهمة بالمراقبة المزعومة لصحفيين وأشخاص منفردين آخرين، لا تستند إلى أي أدلة وهي كاذبة بشكل قاطع”.
كما وجه شاليف هوليو المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة NSO Group الإسرائيلية اتهاما لقطر أو حركة BDS أو كليهما بالوقوف وراء ما سماها “حملة الأخبار الكاذبة التي استهدفت شركته، في إشارة للأزمة الضخمة التي سببتها تقارير عن استخدام برنامج “بيغاسوس” الذي تنتجه الشركة في التجسس على مسؤولين وقادة ومعارضين حول العالم.
وقال هوليو، في مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم” في نسختها الإنجليزية، إنه يرحب بقرار الحكومة الإسرائيلية بالنظر في الادعاءات بشأن حكومات مختلفة استخدمت برنامج بيغاسوس للتجسس على عشرات الآلاف من العملاء، منهم السياسيون والصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان.
ووجه اتهاما إلى قطر أو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) أو كليهما بالوقوف خلف القضية في محاولة لتشويه سمعة التكنولوجيا الإسرائيلية، على حد قوله.
ويعد برنامج “بيغاسوس” الأكثر تقدما في العالم فيما يخص اختراق الهواتف المحمولة، حيث يتيح البرنامج للمستخدم سحب جميع البيانات من الجهاز، بما في ذلك المراسلات حتى المشفرة والصور، دون ترك أي أثر، ويمنح لمستخدمه إمكانية تنشيط الكاميرا والميكروفون الخاصين بالجهاز المخترق عن بُعد.
ومنذ أيام، أفاد تحقيق استقصائي لـ 17 مؤسسة إعلامية بينها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن قائمة مسربة تضم 50 ألف رقم هاتف خلوي يُزعم أن حكومات مختلفة طلبت اختراقها باستخدام برنامج الشركة الإسرائيلية.
وعلى إثره، أعلنت النيابة العامة في باريس، فتح تحقيقات بشأن هذه المزاعم، موضحة أنه إذا ثبتت صحتها فسيكون ذلك “خطيرا للغاية”، فيما عقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، اجتماعا استثنائيا خاصا في قصر الإليزيه لمناقشة قضية “بيغاسوس”.