ذات صلة

جمع

هل ترك نعيم قاسم حزب الله وغادر إلى إيران خوفًا من اغتياله؟.. مصادر تكشف مكانه

بسبب استهداف إسرائيل المكثف لقادة حزب الله واغتيالهم، بالإضافة...

الحرب في غزة فرصة للجماعات المتطرفة.. آليات التجنيد وتعزيز النفوذ

تستغل الجماعات المتطرفة الحرب في غزة لتعزيز وجودها ونفوذها...

“الحرب إلى متى؟”.. وثائق جديدة تكشف خفايا الصراع الطويل

ما بعد اغتيال قائد حركة حماس والمخطط الأساسي لعملية...

قاآني يواجه تحديًا صعبًا.. هل فقدت إيران سيطرتها على ميليشيات العراق؟

في الوقت الذي تحاول به أميركا استعادة نفوذها بشدة في العراق وملء الفراغ بها، فقدت إيران قوتها وسطوتها بين الميليشيات المسلحة التابعة بها خلال العامين الماضيين، منذ مقتل قاسم سليماني قائد فليق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي كان يلقب بالرجل الإيراني الأقوى في العراق.

 

وأكدت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية وجود تحدٍّ ضخم لإيران بين ميليشيات العراق، التي تشهد انقسامات ضخمة وتزايد المنافسة بين الميليشيات والساسة الشيعة، فضلا عن ارتفاع تصعيد الهجمات على الوجود الأميركي بالبلاد، بالإضافة لزيادة الاستهداف بالقواعد العسكرية في سوريا والعراق، حيث أسفرت ثلاث هجمات صاروخية الأسبوع الماضي عن إصابات طفيفة، ما أجج المخاوف الدولية من التصعيد بين تلك الأطراف.

 

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن قائد ميليشيا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني التقى، الشهر الماضي، في بغداد، بقادة فصائل الميليشيات العراقية، في اجتماع تناول اتجاهًا رئيسيًا واحدًا، وهو التزام الهدوء إلى ما بعد المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، إلا أنه قوبل بالتحدي.

 

استهدف قاآني من خلال ذلك الاجتماع بقادة الميليشيات تهدئة التوترات التي تسود بينهم منذ أسابيع عندما اعتقلت السلطات العراقية القائد بالحشد الشعبي قاسم مصلح، ما أسفر عن مواجهة بين مقاتلي الحشد وقوات الأمن.

 

ورغم ذلك، فإن أحد قادة الفصائل الستة المشاركين في الاجتماع قال إنهم “لم يتمكنوا من التزام الصمت عندما لم يكن هناك أي رد انتقامي على مقتل قاسم سليماني والقيادي العراقي البارز أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية”.

 

فيما تحدث قيادي سياسي شيعي آخر قائلا: “ما يحدث الآن هو أنه عندما يطلب قاآني الهدوء، يتفق معه قادة الفيلق. لكن بمجرد مغادرته من الاجتماع، يتجاهلون توصياته”.

 

وكان أكثر الأصوات الرافضة بين الميليشيات العراقية، هو قيس الخزعلي، قائد عصائب أهل الحق، حيث إنه في 17 يونيو، بعد أيام قليلة على اجتماعات قاآني مع الميليشيات، تحدث في خطاب متلفز بقوله إنهم سيواصلون استهداف “المحتل” الأميركي، وإنهم لن يضعوا المحادثات النووية في اعتبارهم.

 

بينما قال قاآني، خلال المحادثات مع المسؤولين الشيعة في زيارته: إن إيران لا تتدخل في عمل الميليشيات السياسي، لكن الأمور العسكرية مختلفة، مضيفا: “تلك يجب أن تحصل على موافقة الحرس الثوري”، في إشارة إلى الأعمال العسكرية.

 

وبعد أن فشل قاآني في هدفه ولمس حجم التحدي والرفض بين قادة الميليشيات، حمل خطابًا من مرشد إيران علي خامنئي، ينتقد فيه رد فعل قوات الحشد الشعبي، وأن ذلك أضعف موقفهم.

 

وترى الوكالة الأميركية أنه من خلال زيارة قاآني، التي أكدها ثلاثة مسؤولين سياسيين شيعة واثنان آخران بالميليشيات، أنه بات لدى الميليشيات العراقية، المدينة بالفضل لإيران، نسبة كبيرة من الاستقلال عنها، حتى أنها أصبحت قادرة أحيانا على رفض وخرق أوامر طهران.

 

وتعتمد طهران حاليًا على ميليشيا حزب الله اللبناني لتقييد جماح الميليشيات العراقية، وهو ما يولد احتمالا كبيرا بأن الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، من الممكن أن يلجأ لنفس الحل.

 

ويأتي ذلك في ظل تراجُع النفوذ الإيراني، الذي دعمته العلاقات الأيديولوجية والدعم العسكري، في العراق، منذ مقتل سليماني والمهندس في ضربة أميركية، ما ولّد فراغًا ضخمًا خلفهم، كونهم كانوا قادرين على حل الخلافات بين فصائل الميليشيات، والسيطرة عليها، وهو ما ظهر عبر تباين المصالح، والضغوط المالية في طهران، وهو ما ظهر بشدة مع بدء المفاوضات النووية عقب تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مطلع العام الجاري.

 

وعلق على ذلك، “مايكل نايتس”، الباحث بمعهد واشنطن، بقوله إن: “قاآني لديه أسلوب وقدرات مختلفة”، موضحًا أنه لديه إطار عمل أكثر مرونة، ويضع خطوطًا حمراء عريضة على بعض المسائل، أما الأمور الأخرى فهي “لا تسأل، ولا تَقُلْ”.

spot_img