لم تتوقف إيران عن مطاردة معارضيها داخل البلاد وخارجها، بكل السبل، لوأد أي سلبيات عنها وتكميم الأفواه وتقييد حرية الرأي والتعبير، وصناعة صورة وهمية عن النظام لحصد مكاسب غير حقيقية، ولكن هو ما يتم الكشف عنه بشكل مثير للجدل.
وفي أحدث تلك التقارير، كشف موقع “إيران واير”، عن طرق تجسس الاستخبارات الإيرانية لملاحقة معارضي نظام الملالي، المقيمين في السويد، بالعام الماضي، من خلال عدد من العمليات النوعية.
وقال موقع “إيران واير”: إن أكثر من 100 ألف إيراني مقيمين في السويد يتعرضون لتهديدات متنوعة من قبل الاستخبارات الإيرانية، حيث تلاحق طهران المعارضين عبر عدة طرق منها تطبيق لتعلم القيادة باللغة الفارسية، والذي اتضح أنه يتضمن برامج تجسس خفية.
وأضاف: أن بعض الساسة الإيرانيين المعارضين في السويد تعرضوا لعمليات خطف في وضح النهار، فيما تلقى آخرون تهديدات أمنية منها تفجير مواد حارقة أمام أبواب منازلهم، حيث تعرضت السياسية الإيرانية السويدية سهيلا فورس لمحاولة اغتيال بتفجير قنبلة أمام منزلها، وآخرهم الأسبوع الماضي، حيث تم اعتقال زوجين في أبريل، بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية، كانا يحاولان استهداف عدد من الإيرانيين المقيمين في السويد.
واستغلت الاستخبارات الإيرانية التكنولوجيا لاختراق صفوف المعارضين في السويد بخدع متنوعة تساعدها على جمع معلومات عن الإيرانيين المقيمين في الخارج، حيث يتم نشر برامج تجسس وتتبع عبر الإنترنت وغيرها من عمليات الهجوم الإلكترونية ضد المعارضين المقيمين في الخارج، والتي باتت كأدوات ملاحقة وقمع بحق المعارضين للنظام في طهران.
فيما حذرت شركة “شيك بوينت” المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، من خطورة التطبيقات الإلكترونية التي تستعين بها الاستخبارات الإيرانية، مثل تطبيق تعلم القيادة باللغة الفارسية للإيرانيين المقيمين في السويد، والتي تعد في الأساس برامج ضارة تساعد قراصنة النظام الإيراني على سرقة بيانات المعارضين وملاحقتهم.
ويتفاعل الجيش السيبراني للنظام الإيراني بشكل نشط للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويوجد عدد كبير من التطبيقات باللغة الفارسية على هذه المواقع، لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الإيرانيين المقيمين في الخارج، وفقا لتصريح الباحث الإيراني في الجغرافيا الإنسانية المقيم في السويد، آرفين خوشنود.
وأشار إلى أن العديد من الإيرانيين المقيمين في السويد يذهبون أحيانا إلى طهران للقاء ذويهم، بينما يواجه هؤلاء خطر الاعتقال فور وصولهم، أو إجبارهم على التجسس لصالح النظام في حال سُمح لهم بالعودة إلى السويد، موضحا أنه من بين طرق الاستخبارات الإيرانية للتجسس على المعارضين في السويد، استغلال عدد من أبناء المسؤولين الإيرانيين الذين يسافرون للدراسة في ستوكهولم، وذلك للتجسس على الطلاب والناشطين المعارضين للنظام.
واستشهد الموقع الإيراني المعارض بتصريح سابق لنائب في البرلمان السويدي، حذر فيه جامعات سويدية من أن إيران تعد واحدة من أخطر الدول التي تقوم بعمليات تجسس في بلادهم، لذلك علينا الحذر من الطلاب المبتعثين من طهران للدراسة في السويد، الذين يلعبون دور عناصر مجندة من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
كما تستغل الاستخبارات الإيرانية المراكز الثقافية والدينية الإيرانية والتي تم تأسيسها بالأساس لنشر الأفكار والأيديولوجية للنظام الإيراني وترويجها في الخارج، النشطة في جمع معلومات عن الإيرانيين المقيمين في السويد، ومنها مركز الإمام علي الإسلامي الذي تأسس في ستوكهولم 1997، والذي يقود حملات دعائية لنشر ثقافة المذهب الشيعي.
وأكد “إيران واير” أن طهران تعتبر واحدة من أخطر الدول التي تُمثل تهديدا لأمن السويد، فضلا عن أن حركات المعارضين الإيرانيين المقيمين في السويد تمثل خطرا داخليا، حيث تقود إيران عددا من الآليات والمخططات تهدف لجمع معلومات عن المعارضين في الخارج، وحتى تعرضهم لمخاطر أمنية، فضلا عن مساعي طهران للتغلغل وسط الباحثين السويديين.