أثار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحاته الأخيرة في حوار تلفزيوني مع المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري على قناة الحرة.
ونشر الأنصاري جزءا من المقابلة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، حيث علق عليها بقوله: “إلى الشعب اللبناني الكريم؛ ها أنتم شاهدتم بأعينكم وسمعتم بوضوح منطق (وزير) خارجية لبنان أو بالأصح وزير حزب الله شربل وهبة.. أنقذوا وطنكم من هذه العصابة الفاسدة”، مضيفا: “الحل واضح؛ (لا لعصابة حزب الله!).. وبالمناسبة؛ الكلام المحذوف من اللقاء أكثر مما عرض! وسأكتفي “حاليا” بنشر هذه الجزئية!”.
وتضمن مقطع الفيديو الذي نشره الأنصاري، تساؤلا لتشربل وهبة، يقول فيه: “من قتل الخاشقجي في إسطنبول؟ الذي يقتل الخاشقجي بإسطنبول لا يتكلم بالطريقة هذه،” ليرد عليه الإعلامي السعودي قائلا: “بعتم لبنان لأجل إرضاء رغبات حزب الله الذي يسيطر للأسف الشديد على لبنان”.
كما سقط أيضا وهبة في تصريحاته بأن وجه اتهاما سافرا للدول الخليجية بإرسال الدواعش الى البلدان العربية، مدافعا عن سلاح حزب الله، حيث قال: إنه “عندما كانت إسرائيل تحتل الأراضي اللبنانية تم تجنيد عناصر الحزب للدفاع عن سيادة لبنان”.
وردا على سؤال بشأن أن بيروت باتت اليوم في مرحلة ثانية، بقوله: “في المرحلة الثانية جاء الدواعش وقد أتت بهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة، فدول المحبة جلبت لنا الدولة وزرعوها لنا في سهل نينوى والأنبار وتدمر”.
وتابع: إنه لا يريد أن يذكر أسماء الدول التي يقصدها، ولكن بعد سؤاله عن إذا كانت دول الخليج قد مولت التنظيم المتشدد، رد ساخرا “بتمويل مني أنا كان”.
وأصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا للتنديد بتلك التصريحات، حيث أكدت: “أن ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة إلى محطة الحرة مساء أمس من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الدولة والرئيس عون”.
وشدد البيان على أن: “رئاسة الجمهورية تؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص الرئيس عون على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا”.
بينما وجه المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري انتقادات لاذعة للوزير اللبناني، حيث شدد بقوله: “لقد أضاف الوزير شربل وهبة مأثرة جديدة إلى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الأشقاء العرب”.
وتابع: إن “الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية”، مضيفا: “إذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فإنه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الأشقاء في الخليج العربي ويرفضون الإفراط المشين في الإساءة لقواعد الأخوة والمصالح المشتركة”.
كما كانت تلك التصريحات محط انتقادات لبنانية، حيث غرد النائب نهاد المشنوق قائلا: “شربل وهبة وزير الغباء الخارجي. لن نسمح لهذا العهد أن يقضي على لبنان. وتصريح وزيره لا يمثّل لبنان”.
بينما رد الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود على تصريحات شربل وهبة ومهاجمته المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري وأنه “من أهل البدو”، حيث نشر صورا من عواصم ومدن خليجية على صفحته الرسمية بتويتر، معلقا: “مدن الخلايجة البدو يقودون المنطقة اقتصاديا وتقنيا وثقافيا وعلميا وسياحيا، ويأتي حاقد ناكر للمعروف لم يصل إلى ربع ما وصلوه ويسخر بهم.. الكلام رخيص بإمكان كل إنسان أن يتكلم بكلام لا يليق ولكن الواقع هو الفيصل الحمد لله على النعمة التي أكرمنا الله بها”.
وكتب الأمير السعودي، في تغريدة أخرى: “استغربت وزير خارجية بهذا المستوى الضحل من التفكير والوقاحة وبلده قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام ويسيء ويتهم دولة شقيقة وقفت وساندت بلده بكل حب وسخاء بهذه الأكاذيب والادعاءات الباطلة وتسخر من شعبها بأنهم بدو وهي فخر لكل عربي أصيل! شين وقوي عين”.