مازالت فلسطين تشهد أحداثا دامية تهز الوطن العربي بأكمله، للمطالبة بالتصدي لانتهاكات قوات الاحتلال، في ظل سقوط العشرات من أبناء القدس المحتلة بمختلف بقاعها، وسط تنديد دولي وعربي ضخم.
وفي أحدث التطورات، شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أحدها في محيط مدارس تابعة للأونروا في حي تل الهوا في غزة.
وقتلت غارة إسرائيلية على غزة استهدفت سيارة في حي الصبرة 4 فلسطينيين، وتسببت في جرح 6 آخرين، حيث يرتفع بذلك عدد القتلى.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 65 شخصا، بينهم 16 طفلا و5 نساء، وإصابة 365 بجراح مختلفة.
فيما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا فى حى الصبرة وسط مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد خمسة مواطنين بينهم سيدة، وإصابة ستة آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
فيما تم إيقاف رحلات الطيران من وإلى مطار بن جوريون، وضرب خط إيلات – عسقلان النفطي، وإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد، في تصعيد تشهده الساحة الفلسطينية الإسرائيلية منذ أسبوعين.
ووصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى تل أبيب واللد وبئر السبع وعسقلان وأسدود، حيث أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي إن المقاومة في غزة أطلقت 850 صاروخا نحو إسرائيل، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 130 موقعا للفصائل الفلسطينية حتى صباح أمس الثلاثاء.
واستهدفت الصواريخ المناطق المستهدفة محيط مسجد الإحسان في بلدة جباليا البلد شمال غزة، منطقة تل الهوا جنوب غزة، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، ودمر الطيران الحربي الإسرائيلي برج الجوهرة في غزة بشكل كامل، وبرج هنادي غرب مدينة غزة، وتنج عن القصف.
ومن جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ قليل، رفضه إقامة سلام مع إسرائيل دون القبول بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، قائلا: “لا سلام دون القدس وهي عاصمة فلسطين ولا بديل عنها”.
وأضاف عباس، في اجتماع القيادة الفلسطينية، أنه “لن نقبل بالأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه دولة الاحتلال بالقدس من خلال استهداف الوجود الفلسطيني”، مشددا على رغبة الفلسطينيين في مستقبل بلا احتلال وبلا عدوان وبلا استيطان ومستوطنين.
وأوضح أن الاجتماع يهدف لاتخاذ القرارات ودراسة وقف الاتصالات مع عدد من الجهات قد تكون من بينها الولايات المتحدة، مشيرا إلى: “وقبل الختام أقول لأميركا وإسرائيل ارحلوا عنا”.
فيما استضافت الإمارات، اليوم، أعمال المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، لبحث الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى، بمشاركة رؤساء وممثلي المجالس والبرلمانات العربية وبيانا ختاميا.
وتزامن ذلك مع جلسة ثانية اضطرارية لمجلس الأمن الدولي حول التصعيد الإسرائيلي في القدس والهجمات المتبادلة مع فصائل فلسطينية في قطاع غزة.
وبالأمس، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أوامر بمواصلة الغارات على قطاع غزة، وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، استدعاء 8 فرق من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بسبب التوتر في القدس، ونشر الجيش الإسرائيلي المزيد من فرق المدفعية في محيط قطاع غزة.
ومن ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان صحفي: “قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى”، مضيفا: “معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير، فعندما نادت القدس لبت غزة النداء”.
وطالبت كتائب القسام، أمس، إسرائيل، بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة للمواجهات.
ويندرج ذلك تحت بند تصعيد جديد في المواجهات الحالية منذ الأسبوع الماضي بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة بما يخالف القانون الدولي.
ومنذ الأسبوع الماضي، شهدت القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، مواجهات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال، تعد هي الأشد منذ 2017، لتتأجج يوم الاثنين الماضي، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح بالغة، أغلبها في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى في صفوفها.
وتتزامن تلك الأحداث الدامية بالقدس وغزة، مع معاناة أخرى بفلسطين، وتحديدا في حي الشيخ جراح، بسبب دعوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية، الذي يواجهون خطر الإخلاء من منازلهم الموجودة على أراضٍ يطالب بها مستوطنون.