ذات صلة

جمع

ملامح غزة الجديدة.. هل ينجح “عرّاب الاتفاق” في ترويض تعنت نتنياهو؟

تتجه أنظار العالم، وبالأخص سكان قطاع غزة، نحو "مار...

سيناريوهات 2026.. كيف تدير الحكومة اللبنانية صراع “الصفر والواحد” مع حزب الله؟

الحكو

مع إشراقة شمس عام 2026، يجد لبنان نفسه أمام مفترق طرق تاريخي، حيث تضعه الجغرافيا السياسية والضغوط الدولية أمام معادلة رقمية صعبة لا تقبل الحلول الوسطى، عُرفت في الأوساط السياسية بسياسة الصفر والواحد.

وقالت مصادر: إن هذه المعادلة، التي يفرضها الواقع الميداني بعد سنوات من الصراع، تضع الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام في مواجهة مباشرة مع ملف “حصرية السلاح” وتفكيك ترسانة حزب الله، وسط ترقب دولي وإقليمي غير مسبوق.

ما هي سياسة “الصفر والواحد”؟

في لغة السياسة اللبنانية الحديثة لعام 2026، يشير مصطلح “الصفر والواحد” إلى خيارين لا ثالث لهما أمام حزب الله والدولة، فالمحصلة صفر تعني استمرار “القطيعة” بين سلاح الحزب ومؤسسات الدولة، وبقاء الحزب ككيان عسكري موازٍ، مما يؤدي إلى استمرار العزلة الدولية، الانهيار الاقتصادي، وربما الصدام العسكري الشامل مع إسرائيل التي ترفض بقاء الترسانة شمال الليطاني والمحصلة واحد تعني “الاندماج الوطني” الصحيح، حيث يتم صهر القدرات القتالية للحزب ضمن كيان واحد تحت مظلة القوة الرسمية للدولة “الجيش اللبناني”، ليشكلا معًا قوة مساندة وازنة تنهي الازدواجية السيادية وتفتح الباب لتعافي لبنان.

الميدان يسبق السياسة

ودشنت الحكومة اللبنانية عام 2026 بقرار وُصف بـ “التاريخي”، وهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصر السلاح، فبعد الانتهاء من حصر السلاح جنوب نهر الليطاني، أصدر رئيس الوزراء نواف سلام توجيهاته للجيش اللبناني بالتحرك نحو منطقة “ما بين النهرين” “الليطاني والأولي”.

هذا التحرك الميداني يهدف إلى إعلان شمال الليطاني منطقة منزوعة السلاح لقطع الطريق على التهديدات الإسرائيلية التي بلغت ذروتها في يناير 2026 وسحب البنية التحتية العسكرية لتفكيك الأنفاق ومراكز التخزين التابعة للحزب في تلك المناطق وإثبات السيادة والتأكيد للمجتمع الدولي “خاصة واشنطن وباريس” أن الدولة اللبنانية قادرة على تنفيذ التزاماتها الدولية.

سيناريوهات 2026

وترسم المصادر ثلاثة سيناريوهات رئيسية لكيفية إدارة الحكومة لهذا الصراع المعقد منها سيناريو “الاندماج الاستراتيجي” المحصلة واحد

وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً، حيث يقبل حزب الله، تحت وطأة الضغوط الاقتصادية وتفكك حاضنته الشعبية بعد هزائم عام 2025، بالدخول في “حوار استراتيجية الدفاع الوطني”، في هذا المسار، يتم تحويل مقاتلي الحزب إلى قوة احتياط أو “حرس حدود” تحت إمرة قيادة الجيش، مما يمنح لبنان سيادة كاملة ويجذب الاستثمارات الخليجية والغربية الموعودة و سيناريو “الكيانين” “الواقع المفروض” و في هذا السيناريو، تنقسم البلاد “واقعياً” دون إعلان رسمي.

حيث يسيطر الجيش على “لبنان المفيد” “بيروت والساحل والمناطق الجبلية”، بينما يحتفظ الحزب بنفوذه العسكري المستتر في البقاع والضاحية. هذا السيناريو يُبقي لبنان في دائرة “الصفر”، حيث الركود الاقتصادي والتهديد المستمر بضربات إسرائيلية لتدمير ما تبقى من منصات صواريخ.

والسيناريو الثالث “الانفجار الكبير” “الصدام” وإذا فشلت الحكومة في إقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه شمال الليطاني، وبقيت إسرائيل تضغط على “زناد الحرب”، قد يجد لبنان نفسه أمام مواجهة شاملة تؤدي إلى نزوح الملايين وانهيار المؤسسات. هنا، تصبح “السيادة” مجرد شعار وسط دخان الانفجارات، ويتحول صراع الصفر والواحد إلى خسارة مطلقة للجميع.

المحك الحقيقي

وتترقب الأوساط السياسية انتخابات مايو 2026 كأداة لحسم هذه المعادلة/ فبينما يسعى حزب الله لتعزيز نفوذه السياسي لتعويض خسائره العسكرية، تراهن القوى السيادية على وعي الشارع اللبناني لاختيار “الدولة” فوق “الدويلة”، وإن نجاح الحكومة في إجراء الانتخابات في موعدها سيكون “الواحد” الصحيح الذي يثبت أركان الجمهورية.

واختتمت المصادر، أن إدارة الحكومة اللبنانية لصراع “الصفر والواحد” مع حزب الله في عام 2026 ليست مجرد مناورة سياسية، بل هي معركة وجود، فإما أن ينجح لبنان في تحقيق “الدمج الوطني” والانتقال إلى مرحلة الدولة الحقيقية، أو يبقى غارقاً في “القطيعة” التي لا تنتج سوى الصفر والدمار، والتاريخ سيسجل أن عام 2026 كان العام الذي اختار فيه لبنان إما أن يكون “واحدًا” موحدًا، أو يبقى مجرد ساحة لتصفية الحسابات.