ذات صلة

جمع

خلاف جديد في الكواليس.. كيف أثرت الخطوات الإسرائيلية على جهود التهدئة؟

تشهد العلاقات الأمريكية–الإسرائيلية توترًا غير معلن على خلفية التطورات...

انقسام وجودي.. هل فقدت الدولة اللبنانية حقها في تحديد مصيرها؟

في رد حاسم على المطالب المتكررة بنزع سلاحه، أكد...

الواقع يكذّب البرهان.. كيف يهدد تغلغل الإخوان مفاصل الدولة السودانية؟

تشهد السودان حالة من التوتر السياسي والأمني المستمر، وسط...

انقسام وجودي.. هل فقدت الدولة اللبنانية حقها في تحديد مصيرها؟

في رد حاسم على المطالب المتكررة بنزع سلاحه، أكد حزب الله أن الاستسلام يؤدي إلى زوال لبنان، في إشارة واضحة إلى أن سلاح المقاومة هو الضامن الوحيد لوجود لبنان في مواجهة التهديدات الإقليمية.

وقالت مصادر: إن هذا التصريح، الذي يضع السلاح في سياق وجودي، يعمق الانقسام اللبناني حول سلاح حزب الله، ويرفع التساؤل المحوري هل أصبحت حماية لبنان مرهونة بوجود سلاحه؟

تصعيد المطالب لنزع سلاح حزب الله

وأكدت المصادر، أنه لم تكن الدعوات لنزع سلاح حزب الله أمرًا جديدًا في لبنان، فقد ظلت هذه القضية، منذ نهاية الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف، هي العقدة الأكثر تعقيدًا في المشهد السياسي اللبناني ، فالمعارضة الداخلية، بقيادة قوى 14 آذار وتيارات سيادية ومسيحية، ترى أن سلاح حزب الله يمثل انتهاكًا لسيادة الدولة واحتكاراً لقرار الحرب والسلم؛ مما يقوض المؤسسات الرسمية ويضع لبنان تحت طائلة الصراعات الإقليمية.

كما تفاقمت هذه المطالب مؤخرًا على خلفية التوترات الإقليمية والخشية من جر لبنان إلى حرب واسعة، مما دفع حزب الله إلى الخروج بتصريح شديد اللهجة يرفض فيه أي محاولة للمس بسلاحه، معتبرًا أن هذا السلاح ليس مجرد أداة قتالية، بل هو ركن أساسي في الوضع الوجودي في لبنان.

ففي خطابه الأخير، اعتمد حزب الله استراتيجية واضحة في الرد على الضغوط الداخلية والدولية بشأن سلاحه، حيث يرتكز هذا الخطاب على محورين رئيسيين.

وترى المصادر، أن تقديم سلاح حزب الله ليس كعامل تفجير داخلي، بل كصمام أمان يحافظ على التوازن الإقليمي الضروري لبقاء الدولة، هذا الربط يضع المعارضين لسلاح حزب الله في مأزق أخلاقي وسياسي، هل هم دعاة سيادة وطنية أم مروجون للاستسلام الذي سيؤدي إلى زوال لبنان، هذا الخطاب يعزز الانقسام اللبناني ويسعى لتجييش قاعدة الحزب وحلفائه سياسيًا وشعبيًا.

وقالت: إن هذا التناقض الجذري يجعل أي نقاش حول نزع سلاح حزب الله مستحيلاً في الوقت الراهن، ويؤكد أن أزمة لبنان ليست اقتصادية أو سياسية فقط، بل هي أزمة هوية ووجود.

وأوضحت المصادر، أنه ما دام الانقسام اللبناني قائمًا حول سلاح حزب الله، فإن أي إصلاحات سياسية أو اقتصادية كبرى ستبقى معلقة، مما يطيل عمر أزمة لبنان ويمنع تشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة. وهذا الربط يعني أن لبنان سيظل عرضة للمواجهات الإقليمية التي تشارك فيها إيران وحلفاؤها، دون أن يكون للشعب أو الحكومة اللبنانية الكلمة الفصل في قرار الحرب والسلم. ويؤكد هذا الوضع أن الوضع الوجودي في لبنان أصبح تحت سيطرة جهة غير حكومية، مما يفرغ مفهوم الدولة والسيادة من محتواه.

مستقبل لبنان

واختتمت المصادر، أنه يظل سلاح حزب الله هو القضية الأكثر حساسية وخطورة في لبنان. التصريح الأخير لحزب الله لم يكن مجرد رد على المعارضة، بل كان تعزيزًا لمكانته كقوة حامية وضامنة للوجود الوطني، وتحديًا مباشرًا للمطالب الداعية لـ نزع سلاح حزب الله وحماية لبنان مرهونة بوجود سلاحه هي المعادلة الجديدة التي يفرضها الحزب، مما يضع لبنان بين خيارين صعبين منها: قبول سلاح حزب الله كواقع وجودي، أو مواجهة شبح زوال لبنان في ظل الفراغ الأمني الإقليمي، هذا الموقف يعمق الانقسام اللبناني ويزيد من تعقيد أزمة لبنان، مما يرجح استمرار الجمود السياسي والتهديدات الأمنية في المستقبل المنظور.