ذات صلة

جمع

لحظة الحقيقة.. هل يمنح ترامب نتنياهو الضوء الأخضر لعمل عسكري بعد الإنذار السوري؟

في ظل التقلبات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط والحديث...

رسالة الدم والنار.. هل تحولت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع أجهزة مخابرات؟

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، ظلّت...

ضربة موجعة للنفوذ.. ما هو الدور العسكري لواشنطن في اليمن؟

رغم أن اليمن يُقدَّم عادة في الإعلام كصراع محلي...

رسالة الدم والنار.. هل تحولت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع أجهزة مخابرات؟

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، ظلّت الجبهات العسكرية التقليدية هي محور الاهتمام العالمي، سواء عبر حركة الدبابات أو خطوط الإمداد أو المعارك اليومية شرق أوكرانيا، لكن مع دخول الحرب عامها الرابع، بدأت التحليلات تتخلى تدريجيًا عن لغة الجيوش لصالح لغة الأجهزة، حيث يتصاعد الحديث عن حرب خفية تدور في الظل بين أجهزة استخبارات متنافسة، تُسقِط طائرات، وتفجّر منشآت، وتنفّذ عمليات اغتيال نوعية، وتعيد رسم خريطة الصراع في أوروبا.

حرب تتجاوز ميادين القتال

حيث أنه خلال الأشهر الأخيرة، اتسعت دائرة العمليات التي يُرجَّح أن أجهزة مخابرات تقف خلفها، سواء عبر طائرات مسيّرة تستهدف قلب موسكو، أو هجمات إلكترونية تشلّ بنى تحتية حيوية، أو عمليات تخريب غامضة تضرب خطوط الطاقة والسكك الحديدية داخل روسيا وأراضٍ أخرى نفوذًا.

وأوضحت مصادر، أن هذا التداخل المتسارع يعزز فرضية أن الحرب خرجت من نطاقها العسكري التقليدي إلى مساحات أمنية أعمق، حيث تُدار العمليات بأدمغة ضباط استخبارات لا جنرالات جيوش.

كييف ترد بالمثل

وأبرز المؤشرات التي رسخت هذه الفرضية كانت التقارير الروسية التي تتهم أوكرانيا بالمسؤولية عن الهجمات على بيلغورود وكورسك ومطارات عسكرية داخل العمق الروسي، ورغم أن كييف لا تعلن عادة مسؤوليتها المباشرة، فإن العديد من مسؤوليها يلمحون إلى أن روسيا لن تبقى ساحة محصنة بعيدًا عن تداعيات الحرب.

وفي المقابل، تتهم أوكرانيا روسيا بالتصعيد عبر عمليات سرية تستهدف كبار مسؤوليها، أو بنية الطاقة الحيوية، أو محاولات متكررة لزرع خلايا داخل المدن الأوكرانية، بل إن الحكومة الأوكرانية أعلنت مرارًا توقيف جواسيس روس يخططون لاستهداف الرئيس فولوديمير زيلينسكي نفسه.

عمليات اغتيال وتفجيرات غامضة

وكشفت المصادر أن من أبرز الأحداث التي عززت صورة حرب أجهزة كانت سلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات روسية قريبة من الكرملين، مثل داريا دوغين، إضافة إلى تفجيرات استهدفت جسورًا وخطوط قطارات في عمق روسيا.

وفي أوكرانيا، وقع عدد من التفجيرات المجهولة داخل مدن كبرى، كان آخرها حوادث ربطتها السلطات بعملاء روس مكلفين بتنفيذ مهام فوضى داخلية لإضعاف الجبهة الداخلية.

لماذا يتزايد الطابع الاستخباراتي للحرب؟

وأكدت المصادر، أن هناك 4 عوامل رئيسية تفسر هذا التحول منها استنزاف الجبهات العسكرية التقليدية ودخول الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا أعطى الحرب أبعادًا أوسع تتجاوز حدود أوكرانيا نفسها والتطور الهائل في تكنولوجيا التجسس ورغبة موسكو وكييف في تفادي حرب عالمية، فبدل المواجهة المباشرة بين روسيا والناتو، أصبحت الحرب تدور عبر وكلاء استخبارات.

هل تتغير قواعد اللعبة قريبًا؟

واختتمت المصادر، أن المشهد الحالي يشير إلى أن الحرب لن تهدأ قريبًا، بل قد تنتقل إلى مستوى أخطر، حيث يصبح التخريب والاغتيالات والهجمات الإلكترونية أدوات أساسية في إدارة الصراع.

وترى المصادر، أن روسيا قد تلجأ إلى تكثيف عملياتها السرية في أوروبا، لإرسال رسائل ضغط إلى الحكومات الغربية ودفعها لخفض دعمها العسكري لكييف. في المقابل، وستسعى أوكرانيا إلى ضرب مراكز الثقل الروسية داخل الحدود، سواء عبر هجمات بالطائرات المسيّرة أو خلايا نشطة، لخلق ضغط نفسي وسياسي على الكرملين، ومع استمرار هذا المسار، تتحول الحرب تدريجيًا من حرب حدود إلى حرب أجهزة عالمية، تلعب فيها المعلومات دورًا يوازي قوة الصواريخ والراجمات.