ذات صلة

جمع

ترامب ينفي نوايا التصعيد.. وغموض يلفّ التحركات العسكرية قرب فنزويلا

في وقت تتصاعد فيه التحركات العسكرية الأميركية قرب السواحل...

الجدل السياسي.. كيف ستؤمن المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا مواقع الآبار الجديدة؟

مع إعلان الحكومة الليبية والوزارة المختصة عن أهداف طموحة...

حزب الله بين ضغوط الداخل وتحديات الميدان.. معادلة البقاء الصعبة

يبدو أن حزب الله يعيش اليوم واحدة من أكثر...

مع غياب راشد الغنوشي.. من هو القيادي البديل الذي سيتولى الدفة الفعلية لحركة النهضة؟

يمثل الحكم القضائي الجديد الصادر ضد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، نقطة تحول مفصلية في مسار الحركة وفي المشهد السياسي التونسي برمّته.

وقالت مصادر إن غياب الغنوشي لم يعد اليوم مسألة احتجاز أو محاكمة فقط، بل أصبح جزءًا من واقع سياسي جديد في تونس، حيث تشدد السلطة إجراءاتها ضد قيادات تنظيم الإخوان.

من هو القيادي البديل الذي سيتولى الدفة؟

وكشفت مصادر أن منذر الونيسي يُعد من أبرز المرشحين فعليًا، ليس بحكم القوة الداخلية فقط، بل لأنه يتولى منذ أشهر مهمة تسيير شؤون الحركة بشكل رسمي بعد اعتقال الغنوشي.

وقالت إنه رغم نفوذ الونيسي التنظيمي، فإنه يعاني من محدودية التأثير الجماهيري مقارنة بالغنوشي، ما يجعله قائدًا مرحليًا أكثر منه خليفة دائمًا.

وأضافت المصادر أنه يُطرح أيضًا اسم العجمي الوريمي باعتباره أحد الوجوه الأيديولوجية البارزة داخل الحركة، فهو من التيار المحافظ الذي بقي وفيًا لخط الغنوشي التقليدي، ويتمتع بصلات عميقة داخل البنية التنظيمية، لكن الوريمي يواجه تضييقات قضائية، فضلًا عن تراجع حضوره الإعلامي خلال السنوات الأخيرة.

وأوضحت أن وسيلة الزغلامي تُعد أحد الأصوات النسائية الأقوى داخل النهضة، وقد اكتسبت حضورًا متزايدًا خصوصًا بعد توسع الحركة في الواجهة السياسية. ورغم أنها ليست المرشحة الأولى لقيادة التنظيم، إلا أن صعودها يظل ممكنًا ضمن سيناريو إعادة هيكلة شاملة.

هل يمكن ملء فراغ الغنوشي؟

وترى المصادر أن قيادة النهضة لم تُبنَ على آلية تداول واضحة، بل تشكّلت تاريخيًا حول شخصية محورية واحدة هي راشد الغنوشي. لذلك فإن البديل، أيًا كان، لن يتولى فقط إدارة الحركة، بل سيواجه مهمة أصعب: إعادة بناء شرعية داخلية في ظل غياب المؤسس.

كما تواجه القيادة الجديدة تحديات ثقيلة، منها: انقسام داخلي بين تيارَي الإصلاحيين والمحافظين، وضغوط قضائية على الصف الأول، وتراجع القاعدة الشعبية للحركة بعد 25 يوليو، وانهيار التحالفات السياسية السابقة، وتصاعد الخطاب المناهض للإخوان في الدولة.

ما هي سيناريوهات خلافة الغنوشي؟

وكشفت المصادر أن سيناريوهات خلافة الغنوشي تتراوح بين عدة مسارات:

السيناريو الأول: تثبيت منذر الونيسي رسميًا كزعيم بديل، وهو السيناريو الأرجح على المدى القصير، ويقوم على تحويل موقع الونيسي إلى منصب قيادي ثابت بدلًا من “تسيير شؤون الحركة”.

السيناريو الثاني: تشكيل قيادة جماعية بدل القائد الواحد، ويفضّله بعض الإصلاحيين الذين يرون أن الاعتماد على شخصية محورية واحدة هو سبب الأزمة الحالية. وقد يتشكل هذا السيناريو عبر لجنة تنفيذية موسعة، وتوزيع الصلاحيات، وتقليص دور الرئيس، إلا أن تطبيقه يصطدم بعقلية “الزعيم المؤسس” المتجذرة داخل الحركة.

السيناريو الثالث: عودة الغنوشي للقيادة من داخل السجن (رمزيًا). ورغم غرابة السيناريو، إلا أنه ممكن داخل حركة ذات بنية أيديولوجية تعتمد على الولاء للفكرة والقائد. وفي هذا السيناريو يستمر الغنوشي كمرجعية عليا تُدار الحركة عبر ناطقين باسمه، لكن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التصادم مع الدولة.

السيناريو الرابع: بروز شخصية مفاجئة من الجيل الجديد، وهو سيناريو ضعيف، لكنه يظل ممكنًا في حال تصاعد الضغوط القضائية على الصف الأول، ما يفتح الباب لصعود شخصية جديدة غير محروقة سياسيًا.

ما هو مستقبل النهضة؟

واختتمت المصادر بأن حركة النهضة تواجه اليوم أخطر لحظاتها منذ تأسيسها، فغياب الغنوشي بأحكام قد تتجاوز 40 عامًا مجتمعة يمثل نهاية جيل كامل من القيادة التقليدية. ويبدو أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت النهضة قادرة على إنتاج قائد بديل، أم أن غياب الزعيم سيقودها إلى إعادة تشكّل جذري وربما مسار جديد بالكامل.

spot_img