مع تزايد التوترات الجيوسياسية وانتشار الصراعات الإقليمية، لم تعد مبيعات الأسلحة قضية تجارية فحسب؛ بل أصبحت أحد مجالات التنافس الاستخباراتي، فهل تحولت مبيعات الأسلحة الروسية سواء إلى دول ثالثة أو عبر سلاسل توريد عالمية إلى ثغرة يستغلها الاستخبارات الغربية للتجسس أو لاستخلاص معلومات عسكرية وتقنية.
مختبرات غربية تفكك التكنولوجيا الروسية
وقالت مصادر: عندما تصل منصات روسية إلى دول أخرى أو تُصادر في ساحات قتال، تقوم مختبرات غربية بتحليلها لاستخلاص التصميم، المواد، والدوائر الإلكترونية ما يمنح فهمًا عميقًا لقدراتها وحدودها، وهذه الممارسة معروفة وقد استخدمتها بريطانيا والولايات المتحدة لتحليل معدات روسية مصادرة في أوكرانيا.
وأضافت: أن تتبع الشحنات، الموردين الوسيطين، وطرق النقل يكشف شبكات التوريد الروسية ويعطي معلومات حول قدرات الإنتاج، عجز المكونات، والمواقع الصناعية الحساسة معلومات قيمة للاستخبارات الاقتصادية والعسكرية، مؤكده أن أجهزة غربية رصدت ودرست حملات استهداف لوجستيّة مرتبطة بعمليات روسية.
وأوضحت، أن كثير من المكوّنات العسكرية معتمدة على إلكترونيات مدنية أو مكونات تجارية حساسة، واختراق قواعد بيانات الموردين أو طلبات الشراء يمكن أن يكشف منفذي العقود ونوعية المكوّنات المستخدمة، وبالتالي مكوّنات قد تكون ضعيفة أو قابلة للاختراق.
ما هي دوافع الغرب؟
وكشفت تقارير حديثه، أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية تسعى إلى فهم القدرة الحقيقية لمنظومات الخصم لا مجرد بيانات تسويقية؛ و تطوير مضادات وتقنيات تعقب/تعطيل، وقطع أو مراقبة سلاسل التوريد لِتقييد قدرة الخصم على الصمود أو التطوير.
هل الغرب يركّب شرائح تجسس داخل الأسلحة؟
وقالت مصادر: إن مقولة تركيب شرائح تجسس داخل أنظمة تسليح تبقى جذابة إعلاميًا، لكنها معقّدة عمليًا، وإضافة أجهزة اتصال سرية أو شرائح متقدمة داخل منظومة قتالية تتطلب وصولًا صناعيًا عميقًا ومخاطر كشف كبيرة، ومعظم النجاحات الاستخباراتية الغربية في هذا المجال جاءت عبر تحليل مكوّنات أو الاستفادة من الاعتماد على مكوّنات غربية أو عبر التجسس على سلاسل التوريد وليس تركيب رقاقات خفية داخل منتجات مصنوعة بالكامل في روسيا.
ووفق هذا التحليل يبدو أن مبيعات الأسلحة الروسية لا تشكّل ثغرة استغلال ثابتة بالمعنى الحتمي، لكنها توفّر فرصًا استخباراتية حقيقية إذا ما استُغلت عبر مصادرة/تحليل معدات، تتبّع سلاسل التوريد، واختراق شبكات الموردين.

