ذات صلة

جمع

الملف الأمني ونزع السلاح في غزة.. هل تملك القوة الدولية التفويض الكافي لمواجهة الفصائل؟

بعد شهورٍ من المواجهات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، يبدو...

العطش يقترب من مشهد.. انهيار مائي يهدد ثاني كبرى المدن الإيرانية

تشهد إيران واحدة من أخطر أزماتها البيئية منذ عقود،...

التسويق الرقمي للتاريخ.. هل المواقع الأثرية التونسية جاهزة لاستقبال تدفق داخلي مكثف؟

بدأت تونس تعتمد بشكل متزايد على التسويق الرقمي للمواقع الأثرية والتاريخية كأداة لجذب الزوار المحليين والأجانب على حد سواء.

وبينما تواصل الدولة حملاتها الترويجية عبر المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، تبقى تحديات الحماية، والرقمنة، والخدمات اللوجستية قائمة، ما يجعل مستقبل السياحة الأثرية الرقمية في تونس رهن جاهزية ميدانية وتقنية لم تكتمل بعد.

التسويق الرقمي للتاريخ

حيث اتجهت وزارة السياحة التونسية والصناعات التقليدية ووزارة الثقافة إلى الاعتماد على التسويق الرقمي كركيزة أساسية في الترويج للتراث الوطني.

وقالت مصادر: إن هذا التحول لا يقتصر على عرض الصور والمعلومات، بل يشمل أدوات أكثر عمقًا مثل الجولات الافتراضية ثلاثية الأبعاد “3D”، والواقع المعزز في المواقع الأثرية، والتذاكر الرقمية، مما يعزز من تجربة الزائر ويسهّل الوصول إلى المعلومات التاريخية.

وأكدت المصادر، أن نجاح هذه التجربة الرقمية يتطلب تكاملاً حقيقيًا بين الترويج الافتراضي والجاهزية الميدانية، وهو ما يزال في طور التنفيذ في كثير من المواقع الأثرية.

المواقع الأثرية التونسية

وكشفت المصادر، أن تونس تحتضن أكثر من 30 ألف موقع أثري بين روماني وبيزنطي وإسلامي، من قرطاج إلى الجم، ومن دقة إلى سبيطلة وقفصة، لكن قلة من هذه المواقع فقط مجهزة بشكل يليق بالزوار، سواء من حيث الخدمات أو أنظمة الإرشاد أو الحماية الرقمية للمحتوى الثقافي.

وأوضحت، أنه رغم الترويج الرقمي المكثف، فإن الجاهزية الميدانية لاستقبال تدفق داخلي واسع ما زالت جزئية وغير متوازنة بين الولايات والمواقع.

وقالت المصادر: إنه رغم أن الحملات الرقمية ساهمت في إعادة تعريف السياحة الثقافية داخل تونس، إلا أن الفجوة بين الخطاب الترويجي والواقع الميداني تظل واضحة.

ما هي أبرز التحديات؟

وترى المصادر، أن نجاح التسويق الرقمي لا يعتمد فقط على الإنترنت والمنصات، بل أيضًا على العامل البشري والخدمات المرافقة، فالكثير من المواقع تعاني من نقص في الكوادر المدربة على التعامل مع الزوار واستخدام الأدوات الرقمية الحديثة، كما تفتقر بعض المدن الصغيرة إلى بنى تحتية سياحية مثل الفنادق المتوسطة والنقل الداخلي المنتظم، ما يصعّب على الزوار الانتقال بين المواقع بسهولة.

ما هي السيناريوهات المستقبلية؟

وأشارت المصادر، أنه إذا واصلت تونس الاستثمار في الرقمنة والترويج الإلكتروني بالتوازي مع تحسين الخدمات الميدانية، يمكن أن تتحول إلى وجهة سياحية رقمية رائدة في شمال إفريقيا وفي حال استمر غياب التنسيق بين الوزارات وضعف التمويل، فإن التسويق الرقمي سيبقى شكليًا، دون تأثير فعلي على معدلات الزيارة أو مداخيل السياحة.

واختتمت، أن السيناريو الواقعي هو مزيج من التقدم الجزئي في بعض المواقع مقابل بطء في المناطق الداخلية، إلى حين استكمال مشاريع التحول الرقمي الكبرى.