شهد العراق صباح اليوم الأحد انطلاق أولى مراحل الانتخابات البرلمانية في أجواء حماسية يسودها الهدوء الأمني والتنظيم الدقيق، حيث توجه أكثر من 1.3 مليون ناخب من أفراد الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والنازحين إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص، تمهيدًا للانتخابات العامة التي تُجرى الثلاثاء المقبل بمشاركة الملايين من العراقيين.
تفاصيل التصويت الخاص
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن الاقتراع الخاص يشمل منتسبي القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، إلى جانب قوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي، إضافة إلى النازحين المقيمين في المخيمات داخل البلاد.
وتم توزيع الناخبين على 807 مراكز انتخابية تضم نحو 4501 محطة اقتراع منتشرة في مختلف المحافظات العراقية، حيث تستمر عملية التصويت حتى الساعة السادسة مساءً، ليتم بعدها إغلاق الصناديق إلكترونيًا لضمان نزاهة العملية.
صمت انتخابي يسبق الاقتراع العام
منذ صباح السبت، دخل العراق مرحلة الصمت الانتخابي، حيث توقفت جميع أنشطة الدعاية للمرشحين والأحزاب السياسية التزامًا بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية.
وأكدت المفوضية أن هذه الخطوة تهدف إلى إتاحة الفرصة للناخبين للتفكير بهدوء واختيار ممثليهم دون تأثير مباشر من الحملات الإعلامية.
إجراءات أمنية بلا قيود
وفي خطوة لافتة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن يوم التصويت لن يشهد فرض أي حظر تجوال أو قيود على حركة المركبات، مشيرةً إلى أن جميع الشوارع ستبقى مفتوحة لتسهيل وصول الناخبين إلى مراكزهم، وسط انتشار أمني منظم لتأمين العملية الانتخابية.
المرحلة القادمة
من المقرر أن تُفتح صناديق الاقتراع العام يوم الثلاثاء المقبل بمشاركة أكثر من 21 مليون ناخب، في سادس انتخابات برلمانية تُجرى في البلاد منذ عام 2003.
ويُتوقع أن تشكّل نتائج هذه الانتخابات نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي العراقي، خاصة مع اتساع المشاركة الشعبية وارتفاع التطلعات نحو تغيير حقيقي في بنية البرلمان والحكومة المقبلة.
الديمقراطية في اختبار جديد
تأتي الانتخابات العراقية لعام 2025 في ظل ظروف سياسية وأمنية دقيقة، لكن التنظيم المحكم والتسهيلات المقدمة للناخبين يعكسان إصرار العراقيين على تعزيز المسار الديمقراطي رغم التحديات.
ويبقى يوم الثلاثاء المقبل محطة حاسمة لتحديد ملامح العراق السياسي الجديد، وسط ترقّب محلي وإقليمي كبير لنتائج الصناديق.
