ذات صلة

جمع

زيتون الضفة في مرمى العنف.. إصابات بين مسعفين وصحفيين خلال هجوم مستوطنين جنوب نابلس

موسم الحصاد يتحوّل إلى موسم مواجهة.. والأمم المتحدة تحذر...

تحت جنح الظلام.. مستوطنون يشعلون منزلًا فلسطينيًا شمال رام الله

في مشهد جديد يعكس تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة...

حرب الظل.. شبكة “حزب الله” اللبنانية تتلقى أوامر بتفعيل خلاياها في القارة

في وقت يتحدث فيه مسؤولون غربيون عن تحركات لوجستية مشبوهة لعناصر مرتبطة بالحزب، تبرز مخاوف من تفعيل خلايا نائمة لتنفيذ مهام نوعية، في إطار الرد غير المباشر على الهجمات الإسرائيلية في لبنان وسوريا.

تفعيل “خلايا حزب الله النائمة” بأوامر إيرانية

ووفق تقارير أمنية مسرّبة من أجهزة استخبارات أوروبية، فإن حزب الله تلقى في الأسابيع الأخيرة تعليمات مركزية من قيادته في الضاحية الجنوبية لبيروت لإعادة تفعيل بعض الخلايا النائمة المنتشرة في عدد من الدول الأوروبية.

كما كشفت مصادر أمنية في برلين وباريس وفق التقارير، أن عناصر مشتبه بانتمائهم إلى وحدة العمليات الخارجية في الحزب كثّفوا من تحركاتهم في عدد من العواصم، تحت غطاء أنشطة تجارية وخيرية، فيما بدأت الأجهزة الغربية بتعقب اتصالات مالية وتحويلات مشبوهة يُعتقد أنها تموّل تلك الخلايا.

هل يسعى “حزب الله” لخلق توازن رعب عالمي؟

يرجّح المصادر، أن تكون التحركات الأخيرة مرتبطة بـ”وحدة 910″، وهي الجناح الخارجي السري لـ”حزب الله”، والمسؤولة عن تنفيذ مهام استخباراتية وعمليات خاصة في الخارج.

وتشير المعلومات إلى أن هذه الوحدة أعادت تفعيل خلاياها الاحتياطية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ضمن خطة تهدف إلى خلق توازن ردع ضد أي استهداف محتمل للبنية التحتية للحزب في لبنان.

وقالت المصادر: إن القارة الأوروبية شكّلت إحدى أبرز مناطق النشاط السري للحزب منذ التسعينيات، سواء لأغراض التمويل أو التجنيد أو نقل المعلومات.

أوروبا.. ساحة خلفية لتصفية الحسابات

فقد رُصدت في السابق خلايا نائمة في ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، واليونان، نفّذت أو خططت لهجمات ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية، ومع اشتداد الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وتزايد التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وبيروت، ترى المصادر أن أوروبا تحولت مجددًا إلى ساحة خلفية لتصفية الحسابات.

سلاح التمويل والغطاء الخيري

وأوضحت المصادر، أن أحد أبرز أدوات الحزب في تنفيذ نشاطاته خارج الحدود هو استخدام شركات وهمية وجمعيات خيرية كغطاء لتحريك الأموال.

وترى المصادر، أن هذا النشاط يعكس مرونة عالية لدى الحزب في إدارة حرب الظل، فهو لا يعتمد على المواجهة المباشرة، بل على بناء قدرات استخباراتية وخلايا قادرة على التحرك بسرية تامة في حال الحاجة.

استراتيجية الرد بالوكلاء

وأشارت المصادر، أنه لا يمكن فصل تحركات حزب الله عن الاستراتيجية الإيرانية الأشمل، التي تقوم على مبدأ الرد بالوكلاء في مواجهة الغرب وإسرائيل، فإيران، التي تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة وعقوبات أمريكية متجددة، ترى في تفعيل أذرعها الإقليمية وسيلة لردع خصومها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الله يتلقى إشارات سياسية من طهران لإبقاء جبهات الضغط مفتوحة، في ظل حرب إقليمية متدرجة لا تُخاض بالسلاح فقط، بل بالمعلومات والاختراقات الاستخباراتية.

الفصل الأخير في حرب الظل

واختتمت المصادر، أن ما يجري حاليًا ليس سوى فصل جديد من صراع طويل بين إسرائيل ومحور المقاومة، تتداخل فيه الحسابات الأمنية بالرسائل السياسية.

وقالت، مع استمرار الغموض حول نوايا الحزب الفعلية، يبقى المؤكد أن القارة الأوروبية أصبحت مجددًا ساحة صراع صامتة بين أذرع إيران الاستخباراتية والأجهزة الغربية، في حرب لا تُرى لكنها تُدار بكل أدوات النفوذ والاختراق.