في الوقت الذي ينتظر فيه المزارعون الفلسطينيون موسم الزيتون باعتباره رمزًا للخير والصمود، تحوّل هذا الموسم إلى ساحة مواجهة جديدة مع جيش الاحتلال والمستوطنين. فقد وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أكثر من 340 اعتداء استهدف قاطفي الزيتون خلال أسابيع قليلة فقط من انطلاق الموسم، لتكشف عن تصاعد خطير في الهجمات ضد الأرض والإنسان الفلسطيني.
340 اعتداء منذ بداية الموسم
أعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، أن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 340 اعتداء ضد المزارعين منذ مطلع أكتوبر وحتى الآن.
ووفقًا للهيئة، فإن الاعتداءات توزعت بين 62 هجومًا نفذها جيش الاحتلال و278 اعتداءً نفذها المستوطنون، وشملت الضرب والترويع والاعتقالات ومنع الوصول للأراضي الزراعية، وصولًا إلى إطلاق النار المباشر كما حدث في محافظة طوباس.
رام الله ونابلس في صدارة الاستهداف
تركزت الهجمات في محافظة رام الله التي شهدت 107 حالات اعتداء، تليها نابلس بـ94 حالة، ثم الخليل بـ38 اعتداء. كما تم رصد 92 حالة تقييد حركة وترويع للمزارعين أثناء جمع المحصول، إلى جانب 59 واقعة ضرب واعتداء جسدي مباشر.
استهداف منظم للأراضي والأشجار
وأوضح شعبان، أن الاحتلال والمستوطنين لم يكتفوا بملاحقة المزارعين، بل وسعوا اعتداءاتهم لتطال الأراضي المزروعة بالزيتون، حيث سجلت الهيئة 125 حالة اعتداء شملت قطع وتكسير وتجريف نحو 1200 شجرة زيتون.
وأشار إلى أن هناك سياسة ممنهجة تستهدف موسم الزيتون الفلسطيني، إذ تصاعدت الاعتداءات من 136 حالة في موسم 2022 إلى 333 حالة في 2023 ثم 407 حالات في 2024، وصولًا إلى 340 اعتداء حتى الآن في الموسم الحالي.
موسم تحت الحصار
وصف رئيس الهيئة الموسم الحالي بأنه “الأصعب والأخطر منذ عقود”، موضحًا أن الاحتلال يستغل أجواء الحرب لفرض المزيد من المناطق العسكرية المغلقة، وتسليح المستوطنين، وإعفائهم من أي مساءلة قانونية، ما يزيد من حالة الفوضى والإرهاب ضد المزارعين الفلسطينيين.
دعوة لتحرك دولي عاجل
وطالب شعبان المجتمع الدولي بـالانتقال من مرحلة التنديد إلى الفعل الحقيقي، عبر اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية الفلسطينيين وأراضيهم من “إرهاب الدولة” الذي تمارسه إسرائيل تحت حماية القوانين والتشريعات العنصرية.
بين أغصان الزيتون التي لطالما كانت رمزًا للسلام، يواجه المزارع الفلسطيني حربًا من نوع آخر — حربًا ضد القهر والاقتلاع ومحاولات طمس الهوية.
ومع كل موسم جديد، تتجدد إرادة الصمود، ويثبت الفلسطيني أن جذور الزيتون في الأرض كجذور الإنسان فيها: لا تُقتلع مهما اشتد العدوان.

