ذات صلة

جمع

كارثة بسبب الماء.. مقتل 33 شخصًا في اشتباكات دموية بتشاد

تحولت بئر مياه في إحدى قرى تشاد إلى ساحة...

حصار الزيتون.. موسم فلسطيني تحت رصاص الاحتلال

في الوقت الذي ينتظر فيه المزارعون الفلسطينيون موسم الزيتون...

تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله.. غارة جنوب لبنان تُشعل التوتر من جديد

يشهد الجنوب اللبناني موجة جديدة من التصعيد العسكري، بعد...

تصعيد إسرائيلي جديد.. مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى واعتقالات واعتداءات بالضفة الغربية

في تصعيد جديد للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، شهدت الأراضي...

الفساد وسرقة المساعدات.. كيف يصارع اليمنيون الجوع وسط انهيار الخدمات الأساسية بسبب الحوثي؟

يعيش اليمنيون واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم، بسبب سياسات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، والتي أدت إلى تفاقم معاناة السكان بفعل الفساد المنظم وسرقة المساعدات الإنسانية، والانهيار الكامل في الخدمات الأساسية.

شبكة الفساد الحوثية

وقالت مصادر: إنه منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عام 2014، أسست جماعة الحوثي منظومة فساد معقدة تتغلغل في جميع مفاصل الإدارة والاقتصاد، فقد حولت موارد الدولة، والمساعدات الدولية، وحتى الإيرادات المحلية إلى مصدر تمويل لمجهودها الحربي ومصالح قادتها.

وأكدت المصادر، أنه لم يتوقف الفساد عند حدود المساعدات، بل امتد إلى فرض الجبايات غير القانونية على التجار والمواطنين، تحت مسميات مختلفة مثل دعم المجهود الحربي أو الزكاة وهي في حقيقتها وسيلة ممنهجة لنهب المواطنين وتجويعهم.

سرقة المساعدات

وأوضحت المصادر، أن أحد أخطر أشكال الفساد الحوثي يتمثل في تسليح المساعدات وتحويلها إلى أداة للسيطرة الاجتماعية، فبدلًا من أن تكون الإغاثة الإنسانية وسيلة إنقاذ، تحولت إلى وسيلة ابتزاز وإخضاع.

كما تُوزّع المساعدات عبر مشرفين موالين للجماعة، الذين يحددون من يستحق الحصول عليها وفق معيار الولاء السياسي والمذهبي، وليس وفق الحاجة الإنسانية، والأسر التي تعارض الجماعة أو ترفض تجنيد أبنائها تُمنع من استلام المساعدات، بينما تُغدق السلال الغذائية على أسر المقاتلين والمناصرين.

تجويع متعمد

كما يصف خبراء الأمم المتحدة سياسة الحوثيين بأنها تجويع متعمد، إذ تستخدم الجماعة الحرمان من الغذاء كوسيلة لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرتها، وإجبار السكان على الخضوع لحكمها.

ففي محافظات مثل تعز والبيضاء ومأرب، تفرض الجماعة حصارًا خانقًا يمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية، هذا الحصار أدى إلى تفشي سوء التغذية بين الأطفال والنساء، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 2.2 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء تغذية حاد، وفق تقارير الأمم المتحدة.

الاقتصاد المنهار

وقالت المصادر: إن سياسات الحوثيين تسببت في انهيار شبه كامل للاقتصاد الوطني، فقد أوقفت الجماعة رواتب موظفي الدولة منذ عام 2016، وحولت إيرادات مؤسسات الدولة لصالح مجهودها العسكري، كما سيطرت على البنك المركزي في صنعاء، وأدارت السياسة النقدية بشكل فوضوي أدى إلى تضخم غير مسبوق وارتفاع الأسعار بنسبة تتجاوز 300%.

وفي الوقت نفسه، تفرض الجماعة ضرائب جديدة على السلع الأساسية، ما جعل الغذاء والدواء من الكماليات بالنسبة لمعظم الأسر. وفي ظل غياب فرص العمل، لجأ آلاف اليمنيين إلى التسول أو الهجرة غير الشرعية بحثًا عن مصدر رزق.

مستقبل غامض

وترى المصادر، أنه في ظل استمرار الحرب وتصلب مواقف الحوثيين، يبدو أن معاناة اليمنيين ستستمر ما لم يُتخذ موقف دولي حقيقي لإنهاء الانتهاكات المستمرة، مؤكده أن ما يجري في اليمن ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو جريمة منظمة يقودها الحوثيون ضد شعب بأكمله.