ذات صلة

جمع

تصعيد متسارع بين حزب الله وإسرائيل.. لبنان في عين العاصفة

يشهد لبنان مرحلة من الاحتقان الميداني غير المسبوق منذ...

تصعيد مفاجئ.. تهديد ترامب لنيجيريا يربك واشنطن

أثار تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ ضربات عسكرية...

صراع النفوذ في سوريا.. هل يحدث اشتباك عرضي أو متعمد بين الطائرات التركية والإسرائيلية؟

مع تصاعد التوترات السياسية في المنطقة وتنامي صراع النفوذ...

تونس.. كيف ستتعامل المشاريع المرتقبة مع مشكلة النفايات الصناعية والطبية السائلة؟

مع تزايد الضغط الشعبي والدولي لمعالجة الأزمة البيئية في...

تصعيد مفاجئ.. تهديد ترامب لنيجيريا يربك واشنطن

أثار تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ ضربات عسكرية على نيجيريا عاصفة سياسية وعسكرية داخل واشنطن، إذ بدا القرار مفاجئًا حتى لأقرب الدوائر في وزارة الدفاع الأمريكية، التي سارعت إلى عقد اجتماعات طارئة لتقييم التداعيات المحتملة.

جاءت تصريحات ترامب، التي أطلقها عبر منصّته للتواصل الاجتماعي، بمثابة “اختبار صادم” لمستشاري الأمن القومي والقيادات العسكرية، الذين لم يتلقّوا أي إشعار مسبق بشأن نية تنفيذ عمليات عسكرية في غرب أفريقيا. هذا التطور المفاجئ أجبر البنتاغون على إعادة ترتيب أولوياته الاستراتيجية، في وقت كانت أنظاره مركّزة على الصين وروسيا والحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

تحول غير متوقع في الأجندة الأمريكية

التهديد بضرب نيجيريا أعاد إلى الواجهة ملفًا كان قد تراجع في جدول الاهتمامات الأمريكية منذ سنوات، بعد أن تحوّلت الأنظار إلى صراعات كبرى في أوكرانيا والبحر الجنوبي.

لكن توجيه الرئيس الأمريكي أنظاره نحو أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان كشف عن تحوّل مفاجئ في أجندته، يعكس رغبته في استخدام السياسة الخارجية لإرسال رسائل داخلية قوية لأنصاره.

ويرى مراقبون أن الخطوة جزء من استراتيجية أوسع يسعى من خلالها ترامب إلى تقديم نفسه كزعيم “يدافع عن القيم المسيحية” على الساحة الدولية، مستندًا إلى تقارير عن تصاعد العنف الطائفي في نيجيريا، لكنه بذلك فتح جبهة جديدة لم تكن ضمن الحسابات الأمريكية.

واشنطن أمام معضلة أمنية جديدة

التهديد العسكري ضد نيجيريا يضع الولايات المتحدة أمام تحديات لوجستية وسياسية معقّدة، فالمسافة الكبيرة التي تفصلها عن أي قواعد أمريكية في أفريقيا، ونقص المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول الجماعات المتشددة النيجيرية، يجعلان من أي عملية محتملة مغامرة محفوفة بالمخاطر.

كما أن توجيه ضربات ضد دولة حليفة ترتبط بواشنطن بعلاقات اقتصادية وأمنية قد يثير انتقادات دولية واسعة ويؤدي إلى تآكل النفوذ الأمريكي في غرب القارة. البنتاغون بدوره يجد نفسه أمام مهمة صعبة: موازنة ولائه للأوامر الرئاسية مع اعتبارات الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية بعيدة المدى.

ارتباك سياسي داخل الإدارة

منذ لحظة إطلاق التهديد، اتجهت الأنظار إلى البيت الأبيض، الذي اكتفى بتصريحات مقتضبة أكدت أن الرئيس “يتخذ قراراته بناءً على تقييمه للمخاطر على الحريات الدينية”. إلا أن خلف الكواليس يسود الارتباك بين مستشاري ترامب، الذين يحاولون تهدئة المخاوف داخل الأجهزة العسكرية والدبلوماسية، وسط غياب أي توجيهات تنفيذية واضحة.

ويبدو أن الإدارة انقسمت حول جدوى هذا التصعيد؛ فبينما يرى بعض المسؤولين أن الخطوة قد تُعيد النفوذ الأمريكي إلى أفريقيا، يحذّر آخرون من أنها قد تفتح الباب أمام ردود فعل عدائية من قوى إقليمية منافسة، مثل روسيا أو الصين، التي تراقب التحركات الأمريكية عن قرب.

انعكاسات على المشهد الدولي

في المحصّلة، ترك تهديد ترامب آثارًا عميقة داخل واشنطن، حيث باتت أروقة القرار تتعامل مع “أزمة أولويات” تتطلّب إعادة ضبط البوصلة العسكرية.
في الوقت ذاته، أعاد التصريح تسليط الضوء على هشاشة المشهد الأمني في أفريقيا، التي تشهد تصاعدًا في نشاط الجماعات المسلحة منذ أعوام.
وبينما لم تصدر أي أوامر ميدانية حتى الآن، فإن مجرّد إعلان النية كان كافيًا لإثارة حالة من القلق في وزارة الدفاع، التي تدرك أن أي تدخل عسكري غير مدروس في نيجيريا قد يتحوّل إلى مستنقع جديد للولايات المتحدة في القارة السمراء.