يشهد المشهد السياسي في العراق مرحلة حاسمة، حيث تتشابك الضغوط الداخلية والخارجية مع مصالح الفصائل السياسية والمجتمعية المختلفة، في ظل تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، ما يجعل اتخاذ القرارات المصيرية عملية دقيقة وحساسة للغاية.
الواقع السياسي في العراق
وقالت مصادر: إن قدرة الحكومة العراقية تتأثر بالتحالفات السياسية المعقدة بين الكتل الشيعية والسنية والكردية، إضافة إلى النفوذ المتنامي للفصائل المسلحة المدعومة أحيانًا من قوى إقليمية مختلفة.
وأوضحت المصادر، أن الرئاسة العراقية، وظيفتها إلى حد كبير شرفية، لكنها تصبح حاسمة عند تكليف مرشح لتشكيل الحكومة، حيث تتداخل الاختيارات مع التوازنات الإقليمية والدولية، ويصبح الرئيس لاعبًا مؤثرًا في رسم خارطة التحالفات الداخلية والخارجية.
ما هو دور الفصائل السياسية في العراق؟
وأشارت المصادر، أن دور الفصائل السياسية في العراق يبرز كعامل مؤثر في صياغة القرار الوطني، فحركة الفتح والإطار التنسيقي والفصائل الكردية والسنية، جميعها تسعى لتحقيق مصالحها الانتخابية والفئوية، ما يخلق ديناميكية معقدة تؤثر على سرعة وفاعلية اتخاذ القرارات.
وأضافت، أنه لا يمكن تجاهل النفوذ الإقليمي في القرار العراقي، فإيران، بحكم قربها الجغرافي وأهميتها في السياسة الداخلية، تلعب دورًا رئيسيًا في دعم بعض الفصائل الشيعية وتوجيه سياسات الحكومة في ملفات الأمن والسياسة الخارجية، من ناحية أخرى، وتلعب الولايات المتحدة دورًا موازيًا عبر علاقاتها مع بعض الكتل السياسية، وفي ملفات الأمن والطاقة، بما يعكس التوازن الصعب بين القوى الكبرى في المنطقة.
التحديات الاقتصادية
وترى المصادر، أن الاقتصاد العراقي يلعب دورًا مركزيًا في صياغة القرارات، خصوصًا في ظل تراجع أسعار النفط في بعض الفترات وتزايد العجز المالي، فالقرارات المتعلقة بالميزانية، والاستثمارات الأجنبية، وإعادة الإعمار، تكون حساسة للغاية، إذ تعتمد على موازنات ضخمة وقرارات سريعة، وقد تؤدي أي أخطاء فيها إلى أزمة اجتماعية أو سياسية.
ما هو دور التحالفات الدولية؟
وأوضحت المصادر ، أنه لا يمكن فهم عملية اتخاذ القرار في العراق دون النظر إلى التحالفات الدولية، فالولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا جميعها لها مصالح في العراق، سواء في ملفات الطاقة أو الأمن أو الاقتصاد، هذه الضغوط الدولية تفرض على الحكومة العراقية والمجتمع السياسي مزيجًا معقدًا من التوازنات الدقيقة، بحيث يجب أن تتوافق أي قرارات مصيرية مع توقعات القوى الخارجية، وإلا قد تواجه البلاد أزمة دبلوماسية أو حتى اقتصادية.
مفترق الطرق
وأكدت المصادر، أن المشهد العراقي المعقد يجعل من اتخاذ القرارات المصيرية عملية متشابكة بين الضغوط الداخلية، والتوازنات الطائفية، والتحديات الاقتصادية، والتهديدات الأمنية، والتدخلات الإقليمية والدولية، كل قرار يمكن أن يكون له تأثير عميق على مستقبل البلاد، وقد يحدد مسار الاستقرار أو الانهيار السياسي والاجتماعي، ولعل التحدي الأكبر يكمن في كيفية تحقيق توازن بين مصالح الفصائل المختلفة، وطموحات الشعب، والمتطلبات الدولية.
