ذات صلة

جمع

الحسن المراني.. صانع التحالفات الخفية بين الحوثيين وشبكات الإرهاب

في دهاليز جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي، يبرز...

برلمانية فرنسية تدق ناقوس الخطر.: “تغلغل الإخوان يهدد القيم الأوروبية”

أعادت النائبة الفرنسية مارين مارشال فتح ملفٍ شديد الحساسية...

نتنياهو يلوح بلبنان.. وتصعيد إسرائيلي يسبق مفاوضات غزة

عشية انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس...

كيف حوّلت ميليشيا الحوثي محافظة الجوف إلى منبع للمخدرات

تحولت محافظة الجوف اليمنية خلال السنوات الأخيرة إلى واحدة...

نزيف مستمر.. عامان من حرب غزة يكشفان أثقل حصيلة قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي

مع اقتراب الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع...

نتنياهو يلوح بلبنان.. وتصعيد إسرائيلي يسبق مفاوضات غزة

عشية انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في شرم الشيخ، اختارت تل أبيب أن ترفع منسوب التوتر الميداني في قطاع غزة، لتبعث برسائل قوة قبل الجلوس إلى طاولة الوساطة المصرية.

القصف الإسرائيلي الذي طال أحياء مكتظة في غزة، لم يكن مجرد عمل عسكري اعتيادي، بل خطوة محسوبة تحمل دلالات سياسية واضحة، في توقيت بالغ الحساسية.

في الوقت الذي كان فيه الوسطاء الدوليون يتهيأون لإطلاق جولة جديدة من المحادثات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كانت الطائرات الإسرائيلية تمطر حي الشجاعية شرق المدينة بعشرات الصواريخ، في مشهد بدا كأنه رد مباشر على أي ضغوط قادمة من الخارج، خصوصًا من واشنطن، لانتزاع تنازلات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

نتنياهو بين الضغط والتصعيد

التحركات الأخيرة عكست محاولة نتنياهو استعادة زمام المبادرة في الداخل الإسرائيلي، بعد أن واجه انتقادات لاذعة من معسكر اليمين المتطرف الذي يرى أن أي هدنة مع حماس تمثل “استسلامًا سياسيًا”.

بينما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط لإنهاء الحرب وفتح مسار سياسي جديد، يختار نتنياهو التلويح بالنار بدلاً من التهدئة، لتثبيت صورته كقائد لا يرضخ للإملاءات الخارجية.

التصعيد الميداني لا ينفصل عن المزايدات السياسية داخل الحكومة اليمينية، التي تعيش انقسامات حادة حول مستقبل العمليات العسكرية في غزة.

وبين دعاة استمرار الحرب حتى “القضاء الكامل على حماس”، وبين الأصوات التي تخشى من العزلة الدولية وتراجع الدعم الأمريكي، يجد نتنياهو نفسه مضطرًا إلى المناورة بين الطرفين، مستخدمًا القصف كأداة ضغط مزدوجة على الداخل والخارج معًا.

لبنان.. النموذج الذي يلوّح به نتنياهو

في محاولة لتبرير استمرار العمليات العسكرية رغم المساعي الدبلوماسية، استحضر نتنياهو النموذج اللبناني، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل شن غارات شبه يومية على مواقع تابعة لحزب الله رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وبالتلويح، يسعى نتنياهو لترسيخ معادلة جديدة مفادها أن الهدوء لن يعني بالضرورة وقف النار الكامل، وأن أي اتفاق سلام سيبقى مشروطاً بالسلوك الفلسطيني في الميدان، ما يمنحه مرونة في إدارة الحرب السياسية والعسكرية في آن واحد.

رهانات ما قبل شرم الشيخ


قبل ساعات من بدء مفاوضات شرم الشيخ، يراهن نتنياهو على أن التصعيد العسكري سيمنحه أوراق قوة إضافية، سواء في التفاوض مع الوسطاء أو في مواجهة خصومه داخل الائتلاف الحاكم.

بينما على الأرض، فإن القصف المتجدد يعمّق معاناة المدنيين الفلسطينيين ويزيد من حالة القلق بشأن عودة النازحين إلى شمال القطاع، في ظل تحذيرات إسرائيلية متكررة من “خطر العودة المبكرة”.

في المقابل، يرى مراقبون أن تل أبيب تستخدم التصعيد كأداة تفاوضية محسوبة، تذكر المجتمع الدولي بأنها ما تزال صاحبة القرار الميداني، وأن أي اتفاق لا يمكن أن يمر دون موافقتها الكاملة.

بينما تترقب العواصم مخرجات مفاوضات شرم الشيخ، يبقى صوت الانفجارات في غزة تذكيرًا قاسيًا بأن طريق السلام في الشرق الأوسط ما يزال محفوفًا بالنار والدخان.