ذات صلة

جمع

العراق يعزز صادراته النفطية ويحقق إيرادات إضافية ضخمة

قرر العراق خلال هذه الفترة رفع حجم صادرات الخام...

11 سنة من الانقلاب.. الحوثي يغرق اليمن في الدمار

منذ 11 عاماً على التوالي، تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية...

الخارجية الفلسطينية: الاعتراف بدولتنا حق تاريخي ووقف الإبادة في غزة أولوية عاجلة

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين...

عقوبات بريطانية على حماس.. توازن صعب بين واشنطن وملف فلسطين

يتجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نحو خطوة سياسية...

“اغتيال نصر الله”.. كيف غيرت العملية السرية قواعد المواجهة؟

لم يكن استهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر...

سياسة انتحارية.. موسكو تدفع بجنود مصابين بالإيدز والسل إلى جبهات أوكرانيا

في تطور غير مألوف يعكس عمق الأزمة التي يواجهها الجيش الروسي، كشفت صحيفة التليغراف البريطانية عن معلومات تفيد بأن موسكو دفعت بجنود مصابين بأمراض خطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” والتهاب الكبد الوبائي والسل إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

الإجراء الروسي، الذي أثار صدمة بين خبراء عسكريين، اعتبر مؤشرًا على التحديات الصحية والانضباطية التي تضرب القوات الروسية بعد أكثر من عامين ونصف على اندلاع الحرب.

شارات مميزة علي أذرع الجنود

بحسب مصادر أوكرانية للصحيفة، يرتدي الجنود المصابون شارات خاصة على أذرعهم تشير إلى حالتهم الصحية، وقد شوهد بعضهم في محيط مدينة بوكروفسك، التي تعد مركزًا لوجستيًا استراتيجيًا في الشرق الأوكراني، وتشهد معارك عنيفة منذ أشهر.

وأكد خبراء عسكريون، أن هذه الوحدات، رغم هشاشة أوضاع أفرادها الصحية، دفعت للمشاركة في محاولات الاقتحام المتكررة للمدينة من عدة محاور.

ويبدو أن الجيش الروسي لم يكتفِ بتجنيد هؤلاء الجنود، بل عمل على دمجهم ضمن تشكيلات قتالية جديدة مثل فوجي البنادق الآلية 1435 و1437، اللذين ينضويان تحت لواءين مختلفين.

وتشير تقارير مراكز بحثية أوكرانية، أن هذه الوحدات تلقت تدريبات في مناطق محتلة مثل خيرسون وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم، قبل أن ترسل إلى الجبهات الأكثر سخونة.

أزمة صحية متفاقمة

الخطوة الروسية اعتبرت دليلاً إضافيًا على تفشي أمراض معدية بين الجنود، فقد سجلت حالات انتشار لفيروس نقص المناعة والتهاب الكبد والسل بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، بل إن بعض الوحدات الروسية عانت مؤخرًا من تفشي حمى نزفية نادرة سببت نزيفًا داخليًا بين الجنود، ما دفع بعض وسائل الإعلام الروسية رغم الرقابة للإشارة إلى ما وصفته بـ”وباء خفي” داخل الجيش.

تحليلات مراكز بحثية مثل “كارنيغي” لفتت إلى أن معدلات الإصابة بفيروس HIV بين القوات الروسية ارتفعت عشرين ضعفًا مقارنة ببداية الحرب، وهو رقم يعكس ضغوطًا صحية غير مسبوقة تهدد البنية القتالية للكرملين.

من تجربة “فاغنر” إلى الجيش النظامي

تاريخيًا، لم يكن تجنيد المصابين بالأمراض سابقة جديدة على الحرب الروسية في أوكرانيا، ففي عام 2022، بدأت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة باستقطاب سجناء مصابين بفيروس نقص المناعة والتهاب الكبد، ومنحتهم أدوية مضادة للفيروسات كحافز مالي، مع تمييزهم بأساور ملونة للدلالة على نوع إصابتهم.

لكن الفارق اليوم، وفق مراقبين، هو أن الجيش النظامي نفسه تبنى هذه الممارسة، ما يحولها من تجربة غير رسمية إلى سياسة ممنهجة.

تقارير استخباراتية أوكرانية أشارت -في وقت سابق- إلى أن وزارة الدفاع الروسية ألغت بعض القيود الطبية التي كانت تمنع المصابين بأمراض مزمنة من الخدمة، وذلك لفتح الباب أمام آلاف الجنود الجدد، حتى وإن كانوا يعانون من أمراض معدية.

ويثير إدماج هؤلاء المرضى في العمليات القتالية أسئلة أخلاقية وقانونية، ليس فقط حول استغلال أوضاعهم الصحية في مهام انتحارية، بل أيضاً حول مخاطر انتقال العدوى بين الجنود، سواء في ساحات القتال أو داخل المراكز الطبية الميدانية.

كما يرى محللون، أن هذه السياسة تكشف عن عجز موسكو في سد الفجوات البشرية بعد الخسائر الثقيلة التي تكبدتها، ما يضعف موقفها الاستراتيجي ويعمق التحديات التي تواجهها في حرب استنزاف طويلة الأمد.