أجمع القادة المشاركون في قمة الدوحة العربية الإسلامية على دعم الجهود المصرية – القطرية – الأمريكية الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مشددين على أن الاعتداء على قطر، الدولة الوسيطة الرئيسة في المفاوضات، يمثل تصعيدًا خطيرًا يضرب في صميم المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة.
مشروع البيان الصادر عن القمة أكد أن استهداف دولة تلعب دورًا محوريًا في الوساطة، لا ينتهك سيادتها فحسب، بل يقوّض أيضًا أي مسار جاد نحو السلام.
قطر ترفض الابتزاز وتتمسك بسيادتها
وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلاده بأنه “إرهاب دولة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواجهة ما وصفه بـ”الهجوم البربري”.
وأكد، أن السيادة القطرية “خط أحمر لا يقبل المساس”، مضيفًا أن بلاده ستواجه أي تهديد باستخدام الوسائل التي يكفلها القانون الدولي، كما شدد على أن الاعتداء الإسرائيلي يُعد خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة الثانية التي تحظر استخدام القوة ضد الدول.
أبو الغيط: صمت المجتمع الدولي جريمة
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اعتبر أن ما قامت به إسرائيل ضد قطر “جمع بين الجبن والغدر”، مضيفًا أن الصمت الدولي شجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم.
ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي إلى الكف عن الكيل بمكيالين، محذرًا من أن استمرار الجرائم الإسرائيلية سيقود المنطقة إلى انفجار أكبر.
وشدد على أن التضامن مع قطر ليس موقفًا سياسيًا فقط، بل رسالة واضحة برفض انتهاك سيادة أي دولة تحاول إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام.
منظمة التعاون الإسلامي: ضرورة إجراءات حاسمة
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أكد أن الاعتداء الإسرائيلي يمثل تجاوزًا غير مسبوق، مطالبًا باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، وأعلن تضامن المنظمة الكامل مع قطر، داعيًا إلى تحرك جماعي لردع إسرائيل عن ممارساتها العدوانية.
غزة محور القمة ورسالتها
القمة لم تقتصر على إدانة الاعتداء على قطر، بل جددت التأكيد على أن الأمن والسلام في المنطقة لن يتحققا دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967.
القادة المشاركون شددوا على أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل جريمة إبادة تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وأن إفشال أي وساطة يعرض المنطقة بأسرها لخطر بالغ.
قمة الدوحة أرسلت رسالة مزدوجة: أولاً تضامن عربي – إسلامي راسخ مع قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وثانيًا تأكيد أن الوساطة والجهود الدبلوماسية لا يمكن أن تستهدف دون رد سياسي حازم.