دوت صافرات الإنذار، أمس الإثنين، في مناطق واسعة جنوب إسرائيل شملت صحراء الخليل والبحر الميت، بعد رصد طائرة مسيرة يعتقد أنها تابعة لمليشيات الحوثي في اليمن.
الحادثة أثارت حالة من القلق في صفوف المستوطنين، خصوصًا مع إعلان الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن التنبيهات جاءت تحسبًا لتسلل الطائرة إلى عمق الأجواء الإسرائيلية.
إغلاق مؤقت للأجواء
على خلفية التطورات، أعلنت سلطات الطيران المدني إغلاق المجال الجوي في مطار بن غوريون الدولي لفترة وجيزة، وسط مخاوف من تكرار السيناريوهات السابقة التي طالت مطار رامون قرب إيلات.
وأكدت القناة 12 العبرية، أن القرار اتخذ كإجراء احترازي خشية وقوع أي خرق أمني أو تساقط شظايا نتيجة عملية الاعتراض.
اعتراض عسكري وتأهب جوي
الجيش الإسرائيلي أوضح -في بيان رسمي-، أن سلاح الجو نجح في اعتراض الطائرة المسيرة بعد دقائق من تفعيل صافرات الإنذار.
وأشار البيان، أن الخطر الأساسي كان يتمثل في احتمال تناثر الشظايا، وهو ما دفع إلى توسيع نطاق التحذيرات، مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية أظهرت الطائرة وهي تحلق في الأجواء قبيل إسقاطها، ما عزز حالة التوتر لدى السكان.
هجمات متكررة من اليمن
الحادثة ليست معزولة، إذ سبق أن أطلقت مليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية عددًا من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، في إطار ما تصفه بـ”نصرة غزة”.
الأسبوع الماضي شهد سقوط طائرة في محيط مطار رامون، ما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية عدة مرات، وأعاد للأذهان المخاطر المتزايدة على البنية التحتية الحيوية.
مخاوف إسرائيلية متصاعدة
الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة تمثل تحديًا أمنيًا متناميًا لإسرائيل، خصوصًا مع صعوبة رصدها المبكر بسبب مدى الطيران الطويل والتكنولوجيا المستخدمة.
وتؤكد دوائر عسكرية إسرائيلية، أن الجماعة تحاول فتح جبهة استنزاف جديدة من اليمن، وهو ما يفرض على تل أبيب إعادة النظر في استعداداتها الدفاعية على مستوى العمق الجوي.
وارتباط التصعيد الحوثي بالحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 جعل من اليمن جزءًا من المعادلة الإقليمية المتفجرة.
بينما ترد إسرائيل بضربات جوية على مواقع حوثية داخل صنعاء ومحافظات أخرى، تواصل المليشيات الإعلان عن هجمات تستهدف المطارات والمنشآت الإسرائيلية، في محاولة لفرض نفسها لاعبًا محوريًا في الصراع.