ذات صلة

جمع

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطورًا جديدًا مع مداهمة مكتب...

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطوراً جديداً مع مداهمة مكتب...

أوروبا تحت الاختبار.. هل تنجح في كبح إيران؟

تشهد الساحة الدولية، اليوم الجمعة، تطورًا جديدًا في ملف...

كردستان العراق.. مداهمة تنتهي بقتلى وجرحى.. القصة الكاملة

خلال الساعات القليلية الماضية، انطلقت عملية أمنية واسعة في...

إسرائيل تلوّح برد قاسٍ إذا تمسكت حماس بسلاحها

في تطور جديد يعكس إصرار إسرائيل على المضي قدمًا...

تلوث المياه في غزة يُهدد حياة الرضع.. إصابة نادرة لطفلة عمرها 3 أشهر تكشف كارثة صحية صامتة

في واحد من أخطر انعكاسات الحرب والحصار على غزة، تُواجه الطفلة سلمى قويدر، البالغة من العمر ثلاثة أشهر فقط، أزمة صحية نادرة تُهدد حياتها.

فقد أصيبت الرضيعة بالتهابات جلدية حادة وتقرحات خطيرة بسبب بكتيريا نادرة، أدت إلى ضعف شديد في جهازها المناعي.

ومع تزايد التقرحات داخل فمها وتفاقم الالتهابات على جسدها الصغير، بات الأطباء عاجزين عن تقديم العلاج المناسب، في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات.

بيئة قاتلة وأمراض متفشية

حياة المخيمات التي فرضتها ظروف النزوح والحرب، مع حرارة الطقس وانتشار الحشرات، خلقت بيئة موبوءة تحولت إلى مصدر رئيسي للأمراض الجلدية والتنفسية.

ويُواجه سكان غزة أزمة خانقة في الحصول على مياه نظيفة للشرب أو الاغتسال، ما جعل الأمراض المعدية تتفشى بوتيرة غير مسبوقة، لتصبح أجساد الأطفال الرضع الحلقة الأضعف في هذه الكارثة.

صرخة أم تواجه المستحيل

والدة سلمى تروي بمرارة تفاصيل معاناة طفلتها في تصريحات صحفية: “جسدها لم يعد يحتمل، فكل يوم تظهر جروح جديدة، ولا نجد دواءً يخفف عنها”.

تضيف أن حرارة الخيام وسوء الظروف المعيشية جعلا الوضع أكثر مأساوية، فيما أصبح غياب العلاج نتيجة مباشرة للحصار المفروض على القطاع، الذي شلّ عمل المستشفيات وترك آلاف الأطفال تحت رحمة الأمراض.

انهيار المنظومة الصحية

المستشفيات والمراكز الطبية في غزة تعيش حالة استنزاف كامل، آلاف الجرحى يتوافدون يوميًا بحثًا عن العلاج، فيما تعجز المؤسسات الصحية عن استقبالهم بسبب غياب الإمكانيات.

نسبة كبيرة من الأدوية وصلت إلى الصفر، وهناك نقص حاد في أكياس الدم واللوازم الأساسية، بينما يعيش الأطباء في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الأطفال.. الضحية الأكبر

الأزمة الصحية لا تقتصر على حالة سلمى، بل تعكس واقعًا مروعاً يعيشه أكثر من مليون طفل في غزة، تقارير طبية محلية كشفت عن ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية، حيث سجلت أكثر من 18 ألف حالة بين الأطفال، إضافة إلى أمراض جلدية ومناعية مرتبطة مباشرة بتلوث المياه.

كما يواجه 44 ألف طفل يتيم واقعًت مأساويًا بلا رعاية كافية، في حين يُعاني معظم الأطفال من صدمات نفسية جراء الحرب المستمرة.

كارثة صامتة تتفاقم

تلوث المياه في غزة لم يعد مجرد مشكلة بيئية، بل تحول إلى أزمة إنسانية تهدد حاضر الأطفال ومستقبلهم، جسد سلمى الصغير الذي يعجز عن مقاومة البكتيريا النادرة أصبح مرآة لمعاناة آلاف الأطفال الآخرين، الذين يكبرون في بيئة ملوثة ومحرومة من أبسط مقومات الحياة.

وبينما تتصاعد التحذيرات من انهيار صحي شامل، يبقى القطاع غارقًا في أزمة تتكشف ملامحها يومًت بعد يوم، لكنها ما زالت بلا حلول حقيقية.
وقصة الرضيعة سلمى ليست إلا بداية لمأساة صحية قد تتوسع أكثر إذا استمرت أزمة المياه والتلوث البيئي وانعدام الرعاية الطبية.