ذات صلة

جمع

تحالفات خفية ومناورات ضخمة.. الغرب يواجه تمدد الصين بـ«قوة صامتة»

في ظل اشتداد المنافسة الجيوسياسية بين واشنطن وبكين، تتحول...

محاولة اغتيال بزشكيان.. هل تمهد لعودة الحرب بين إيران وإسرائيل؟

في تطور دراماتيكي أعاد خلط أوراق المشهد الأمني في...

تمدد ناعم.. كيف رسخ الإخوان وجودهم داخل أمريكا؟

في ظل تصاعد الجدل العالمي حول جماعة الإخوان الإرهابية،...

تسريبات متضاربة.. هل ألقي القبض على معتز مطر في بريطانيا؟

تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي -خلال الساعات الماضية-...

محاولة اغتيال بزشكيان.. هل تمهد لعودة الحرب بين إيران وإسرائيل؟

في تطور دراماتيكي أعاد خلط أوراق المشهد الأمني في طهران، أعلنت وكالة أنباء “فارس”، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أصيب بجروح طفيفة في ساقه، إثر هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعًا حساسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي في 16 يونيو (حزيران) الماضي، فالهجوم الذي اخترق الطوابق السفلى لمبنى غربي طهران، حضره كبار مسؤولي الدولة، وأجبرهم على الهروب عبر ممرات طوارئ في مشهد أشبه بأفلام الإثارة.

مرحلة جديدة من التأهب الأمني.. وتساؤلات حول اليد الخفية

ورغم انتهاء الحرب القصيرة والمكلفة التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، يعيش كبار المسؤولين الإيرانيين في حالة طوارئ مستمرة، أقرب إلى حياة سرية، كما أن الهجوم الأخير، الذي أدى أيضًا إلى مقتل أكثر من 300 قائد عسكري، أطلق تحذيرات قوية داخل النظام الإيراني حول هشاشة منظومته الأمنية أمام عمليات “الموساد” الدقيقة.

وطالت الإجراءات الأمنية المشددة كل شيء، فالاجتماعات توقفت أو باتت تعقد في سرية تامة، والفعاليات العلنية اختفت، وحتى المرشد علي خامنئي لم يظهر علنًا سوى مرة واحدة، وفي لقاء مغلق محدود خلال شهر محرم، ما يبرز حالة الخوف وعدم اليقين التي تهيمن على أروقة الحكم في طهران.

وما يزيد من عمق الأزمة في طهران، هو فتح تحقيق عاجل حول احتمال وجود اختراق داخلي في أعلى مستويات النظام، بعد تسرب معلومات دقيقة عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي، وهذا التطور يثير شكوكًا واسعة حول قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على مواجهة حرب الظل التي تخوضها إسرائيل.

سيناريوهات الرد الإيراني.. هل ستكون تصعيد مباشر أم ضبط النفس؟

لذا بعد هذه الضربة المؤلمة، تقف إيران أمام مفترق طرق حاسم، فهل تتجه إلى رد عسكري مباشر قد يشعل مواجهة جديدة مع إسرائيل، أم تواصل سياسة “الصبر الاستراتيجي” لتجنب مواجهة شاملة قد تكون مدمرة؟

وبحسب مصادر مطلعة من دوائر صنع القرار في طهران تشير إلى أن هناك ضغوطًا قوية داخل الحرس الثوري تدعو إلى الانتقام الفوري، فيما يفضل جناح آخر الرد عبر عمليات سيبرانية أو استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج، لتفادي الانزلاق نحو حرب مفتوحة.

والسيناريو الأكثر ترجيحًا حتى الآن هو تصعيد محدود ومدروس، من خلال عمليات غير مباشرة في المنطقة أو عبر دعم الفصائل الحليفة، لكن في حال تكررت الهجمات الإسرائيلية أو تم استهداف شخصيات بارزة أخرى، قد تجد إيران نفسها مضطرة للرد بشكل أوسع، ما يهدد بإعادة إشعال حرب شاملة قد تمتد إلى جبهات متعددة في الشرق الأوسط.

فمحاولة اغتيال بزشكيان لم تكن مجرد هجوم عابر، بل رسالة صادمة تكشف مدى اختراق إسرائيل للعمق الأمني الإيراني، وبين خيار الانتقام وخيار التهدئة، تبقى طهران أمام اختبار صعب قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة في صراع طويل ودموي.

spot_img