ذات صلة

جمع

الضربة العاشرة في 2025.. هل تنجح مأرب في كسر الاختراقات الحوثية؟

في تطور أمني بارز يعكس اليقظة المتصاعدة للأجهزة الأمنية...

“نزيف المقاتلين.. هل يواجه حزب الله أَخْطَر أزماته بعد حرب غزة؟”

كشفت مصادر مطلعة في بيروت وتل أبيب، عن تراجع...

من السجون إلى الساحات.. شرارة الانتفاضة الإيرانية تتسع

في ظل تصاعد غير مسبوق لحالة الغضب الشعبي، تشهد...

حماس تبحث المقترحات.. ونتنياهو يلوّح بالحسم العسكري

في تطوّر لافت يشير إلى تحرّكات دبلوماسية جديدة، أعلنت...

ترسيخ للسيادة أم خرق للقانون؟.. أول محكمة دينية إسرائيلية في الضفة

في خطوة اعتبرها مراقبون تكريسًا لمشروع الضم الزاحف، أعلنت...

من السجون إلى الساحات.. شرارة الانتفاضة الإيرانية تتسع

في ظل تصاعد غير مسبوق لحالة الغضب الشعبي، تشهد إيران موجة جديدة من الانتفاضة الشعبية تتحدى بصلابة آلة القمع التي يستخدمها نظام الملالي لكسر إرادة الإيرانيين، خاصة في السجون.


هذه الانتفاضة، التي تشتعل جذوتها من داخل الزنازين المظلمة وحتى شوارع المدن، تحمل رسالة واضحة: “القمع لا يُسكت الأحرار، بل يشعل نار الثورة”.

نقل جماعي وتعذيب ممنهج في السجون

أفادت تقارير حقوقية، بأن السلطات الإيرانية أقدمت على نقل نحو ألفي سجين سياسي من سجن إيفين الشهير إلى سجني “فشافويه” و”قرجك” برامين، في خطوة أثارت موجة غضب داخل وخارج البلاد.

هذه السجون معروفة بظروفها القاسية وانعدام أدنى مقومات الحياة الآدمية، ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها محاولة ممنهجة لإخضاع المعتقلين السياسيين عبر الإهانة والإذلال.

التقارير تفيد بأن الزنازين المخصصة تتسع بالكاد لعدد محدود، لكنها باتت تضم أكثر من 40 سجينًا في كل زنزانة، أما الغذاء والرعاية الصحية فحدث ولا حرج، إذ يواجه السجناء – وخصوصًا السجينات في سجن قرجك – نقصًا حادًا في المياه النظيفة، الغذاء، والمرافق الصحية.

ويُرجح أن تكون هذه الخطوة جزءًا من سياسة عقاب جماعي تهدف إلى كسر روح المقاومة داخل المعتقلين، بعد تصاعد الحراك الشعبي في الداخل.

وردًا على هذا التصعيد، انطلقت سلسلة من العمليات الجريئة نفذها “شباب الانتفاضة” في 15 موقعًا موزعًا على عدة مدن إيرانية من بينها مشهد، أصفهان، كرج، قزوين، شيراز، تشابهار، وخاش.

وقد استهدفت هذه العمليات مراكز تابعة للباسيج ومقرات تابعة لممثلي النظام ومؤسساته الأمنية، ما يشير إلى تصاعد تنظيم المقاومة وتحولها إلى حراك متعدد الأدوات، يتجاوز الاحتجاجات التقليدية.

من الاحتجاج إلى المقاومة المنظمة

الحراك المتنامي لم يعد عفويًا أو مؤقتًا، بل بات يشير إلى تنامٍ في وعي المقاومة لدى الإيرانيين. الشعب، الذي خَبِرَ سنوات من القمع والوعود الكاذبة، يبدو أكثر استعدادًا اليوم لاختيار المواجهة المنظمة، عبر العمل الشعبي المنسق، والعمليات الرمزية التي تؤكد أن “لكل فعل قمعي، رد فعل ثوري”.

رسالة الشارع الإيراني واضحة: كلما زاد النظام من أدوات القمع والتعذيب، كلما ازداد تصميم الشعب على التحرر والانعتاق، وقد أثبتت الأحداث أن أساليب الترهيب لم تعد قادرة على إسكات صوت المطالبين بالحرية، بل تُغذي نيران الانتفاضة وتجعلها أكثر اشتعالًا واتساعًا.

رغم الظلام الممتد في سجون النظام الإيراني، تشتعل اليوم نار انتفاضة جديدة، تعكس روح شعب لا يعرف الهزيمة.

فبينما يظن الطغاة أنهم يحكمون السيطرة، تثبت الأيام أن إرادة التغيير أقوى من القيود، وأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، حيث إن إيران تقف على أعتاب مرحلة مفصلية، والشعب مصمم على كتابة تاريخ جديد لا مكان فيه للاستبداد.

spot_img