ذات صلة

جمع

شروط واشنطن الجديدة تضع طهران بين الضغوط الاقتصادية وشبح المواجهة العسكرية

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد...

تهريب تحت المجهر.. طابعات عملة تكشف أبعاد الحرب الاقتصادية للحوثيين

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن عن إحباط محاولة...

ورقة “صواب” البحثية تفضح ازدواجية الإخوان وتدق ناقوس الخطر

في نهاية سبتمبر 2025، نشر مركز "صواب"، المبادرة المشتركة...

أسطول الصمود.. مواجهة بحرية مع إسرائيل تشعل غضباً دولياً

شهدت السواحل الشرقية للبحر المتوسط توتراً متصاعداً بعدما اعترض...

طرابلس تعتمد خطة أمنية جديدة لتثبيت الاستقرار وتقليل الاحتكاكات

أعلنت السلطات الليبية، الأربعاء، عن بدء تنفيذ سلسلة من...

“الأسد الصاعد”: هل نجحت إسرائيل وأمريكا في تدمير القدرات النووية الإيرانية؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن العملية العسكرية التي نفذها بالتنسيق مع الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية تحت اسم “الأسد الصاعد”، أسفرت عن تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي، وضرب مراكز بحث وتطوير نووي، وقتل 11 عالمًا نوويًا بارزًا مرتبطين بالبرنامج.

ونشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيانًا ختاميًا على منصة “إكس”، أكد فيه أن المنشآت النووية الثلاث الرئيسية في إيران، وهي: فوردو ونطنز وأصفهان، تعرضت لأضرار جسيمة خلال العملية.

العملية العسكرية الأمريكية: قاذفات وقنابل خارقةومن جهتها، شاركت الولايات المتحدة في الضربة الكبرى، مستخدمة أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح، طائرات تزود بالوقود، وغواصة صواريخ موجهة.ونُفذت هجمات مركزة على المواقع النووية الإيرانية فجر الأحد، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، لكن تقارير استخباراتية أميركية مسربة ذكرت أن هذه الضربات قد تكون أخرت البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، دون تدميره بالكامل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية نجحت في تدمير نحو 50% من منصات الصواريخ الإيرانية، وتدمير 15 طائرة إيرانية، واستهداف 6 مطارات استراتيجية، إضافة إلى تصفية 11 عالمًا نوويًا وإصابة مراكز بحث متقدمة لها علاقة مباشرة بتطوير القدرات النووية الإيرانية.

البيت الأبيض: “نجاح عسكري باهر”..

ولكن كما أكد البيت الأبيض أن الضربات الثلاثة على المنشآت النووية الإيرانية كانت ناجحة للغاية، وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الرئيس دونالد ترامب “هيأ الظروف لإنهاء الحرب والقضاء على القدرات النووية الإيرانية”، مشيرًا إلى أن العملية حققت هدفها الرئيس.ومن جانبه، قال ترامب عبر منصته “تروث سوشال”:“لم يتم إخراج أي مواد نووية قبل الضربات.. المواد ثقيلة جدًا وخطيرة النقل، ولا وقت لذلك”.

ورغم هذه التصريحات، أكدت تسريبات استخباراتية أمريكية أن التقييمات لا تزال متضاربة بشأن مدى الضرر الحقيقي الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني.

إيران ترد وتعلن “النصر”.. رغم الخسائر

ومن ناحيتها؛ أعلنت إيران انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا، واحتفالها بالنصر بعد أن تسببت صواريخها في مقتل العشرات داخل إسرائيل.

وفي المقابل، كشفت وزارة الصحة الإيرانية أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 627 مدنيًا على الأقل، بينما قتل 28 شخصًا فقط في إسرائيل جراء الهجمات الإيرانية، بحسب الأرقام الرسمية.من حروب الظل إلى المواجهة المباشرةولأكثر من عقدين، خاضت إيران وإسرائيل حروبًا غير مباشرة عبر الوكلاء والاغتيالات والهجمات السيبرانية، لكن هذه العملية تمثل أعنف مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين، في تصعيد غير مسبوق انتهى بـ وقف إطلاق نار هش، يهدد بالانفجار من جديد.

ورغم إعلان واشنطن وتل أبيب “النصر”، تبقى الشكوك قائمة حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وقدرة طهران على استعادة بنيتها التحتية النووية بسرعة، كما فعلت مرات عديدة في الماضي.وما بين نجاح عسكري معلن وتشكيك استخباراتي مسرّب، يبقى السؤال الأهم: هل كانت “الأسد الصاعد” نهاية الطريق للبرنامج النووي الإيراني؟ أم بداية لمرحلة أشد عنفًا؟وقد تكون الضربات قد أبطأت عجلة التخصيب وأجهضت مشاريع سرية، لكنها لم تنهِ الطموحات الإيرانية، وفي الواقع، يرى مراقبون أن طهران قد تلجأ إلى إعادة هيكلة سريعة للبرنامج النووي، والاعتماد على منشآت جديدة تحت الأرض، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد يهدد أمن المنطقة والعالم.