ذات صلة

جمع

تحذير نووي.. الكرملين يهدد إسرائيل بعد قصف منشآت إيرانية

في تصعيد جديد للأزمة بين إسرائيل وإيران، طالبت روسيا،...

ضربة استخباراتية في قلب صنعاء.. مصير غامض لرئيس أركان الحوثيين

في تطور مفاجئ وغامض، كشفت تقارير صحفية عن استهداف...

العنف في السودان.. تضاعف القتل التعسفي خلال ثلاثة أشهر تحت غطاء عسكري وإخواني

كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك،...

من هو القيادي الإخواني “قوش” العائد من الظل بصفقة سلاح ضخمة للجيش السوداني؟

في تطور عسكري لافت، كشفت مصادر مطلعة عن وصول شحنة أسلحة متطورة إلى أحد الموانئ الإريترية، تمهيدًا لنقلها إلى السودان، وتضمّنت الشحنة صواريخ مضادة للطائرات، وأسلحة مخصصة للطائرات المسيّرة، إلى جانب أجهزة تشويش إلكترونية ومعدات لاعتراض الطائرات.

وتفيد المعلومات، بأن هذه الشحنة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في ميزان المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيّرة في تنفيذ هجماتها.

تورّط صلاح قوش في صفقة السلاح الجديدة

وأشارت المصادر، أن الصفقة جرت بإشراف مباشر من رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق، صلاح عبد الله قوش، المعروف بعلاقاته الإقليمية والدولية المعقدة، وبالتنسيق مع سلطات إريتريا، وقد وصلت الشحنة إلى أحد الموانئ الإريترية بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية.

وتزامن هذا التطور مع تصريح للمصباح أبو زيد، قائد ميليشيا “البراء” التابعة للحركة الإسلامية، أشار فيه إلى حصول الجيش السوداني مؤخرًا على “أسلحة عالية الجودة” من شأنها دعم قدراته في مواجهة الدعم السريع.

من هو صلاح قوش؟.. رجل الظل الذي لا يغيب

ويُعتبر صلاح عبد الله محمد صالح، الشهير بصلاح قوش، من أخطر وأبرز الشخصيات الأمنية في تاريخ السودان الحديث، ووُلد في منطقة نهر عطبرة، ودرس الهندسة الكهربائية بجامعة الخرطوم، قبل أن يلتحق مبكرًا بصفوف جماعة الإخوان المسلمين، ويصعد ضمن صفوف الحركة الإسلامية.

وبرز اسمه بقوة مع انقلاب الإنقاذ عام 1989، حيث أصبح خلال سنوات قليلة أحد أذرع النظام الأمنية، ليتولى لاحقًا قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني في أكثر من فترة، خاصة خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير.

وعُرف بقدراته على بناء شبكات استخباراتية معقدة ونسج علاقات وثيقة مع أجهزة مخابرات إقليمية ودولية، أبرزها في مصر والخليج والولايات المتحدة.

ورغم إبعاده في أوقات مختلفة من المشهد الرسمي، إلا أن قوش ظل فاعلًا خلف الكواليس، وفي عام 2020، أقام فترة في إريتريا برفقة عدد من الضباط المفصولين، واستضافه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ما عزز من التكهنات بشأن استمرار تنسيقه الأمني مع أسمرة.

عودة مشبوهة.. ودور خفي في الحرب السودانية

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عاد اسم قوش للظهور عبر تسريبات وتحليلات أمنية أشارت إلى تنسيقه مع قيادات الحركة الإسلامية، بهدف دعم الجيش وتشكيل تحالفات جديدة تستعيد نفوذ نظام الإنقاذ السابق.

وفي نهاية 2023، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قوش، متهمةً إياه بلعب دور مباشر في تأجيج الحرب، والمساهمة في زعزعة استقرار السودان.

عقوبات أمريكية على قوش بسبب دوره في تأجيج الحرب

ورغم غيابه عن المشهد السياسي الرسمي منذ سقوط نظام البشير، تشير تحركات قوش مؤخرًا، وخصوصًا تورطه في صفقات السلاح الأخيرة، إلى دور غير معلن يعيده تدريجيًا إلى واجهة الأحداث في السودان.

وفي ديسمبر 2023، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قوش، تتهمه فيها بتأجيج الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والمساهمة في زعزعة الاستقرار داخل البلاد.

هل يقود قوش تحالفًا مضادًا للدعم السريع؟

ويبقى التساؤل المطروح: هل تعكس صفقة السلاح الأخيرة بداية تحالف عسكري جديد ضد الدعم السريع تقوده شخصيات أمنية بارزة من النظام السابق؟، وهل يتحرك صلاح قوش لإعادة تشكيل الخريطة الأمنية في السودان من وراء الكواليس، مستغلًا علاقاته الإقليمية القديمة؟

وفي ظل استمرار الحرب وتعقيداتها، يبدو أن الدور الذي يلعبه قوش اليوم لا يقل أهمية عمّا كان عليه في الماضي، بل وربما يمهد لمرحلة أكثر تصعيدًا في مسار الصراع السوداني.

spot_img