ذات صلة

جمع

بعد تدمير مطار صنعاء.. هل تدفع إسرائيل والحوثي اليمن نحو العزلة الكاملة؟

في تطور عسكري خطير يُنذر بتداعيات إنسانية وجيوسياسية واسعة،...

الخريطة تتغير من الداخل.. إيران تواجه ارتداد مشروعها من طهران إلى بيروت

تتقاطع إرادة الشعوب من إيران إلى لبنان، مرورًا باليمن،...

قبل فتح صناديق الاقتراع.. هل يعود إخوان ليبيا إلى المشهد بأقنعة جديدة؟

مع اقتراب ليبيا من استحقاقات انتخابية طال انتظارها، تتزايد...

صفقات في الظل.. هل توظّف جماعة الإخوان نفوذها اليمني لإنقاذ امتداداتها الإقليمية؟

في ظل التراجع الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين، يبرز حزب...

الخريطة تتغير من الداخل.. إيران تواجه ارتداد مشروعها من طهران إلى بيروت

تتقاطع إرادة الشعوب من إيران إلى لبنان، مرورًا باليمن، على رفض مشروع التمدد الإيراني وهيمنة الميليشيات الطائفية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

ومن شوارع طهران المشتعلة بالغضب، إلى صناديق الاقتراع في بيروت التي تُقرأ فيها رسائل الخلاص، تتبلور ملامح مرحلة جديدة عنوانها “نهاية زمن الوصاية الإيرانية”.

والغضب المتصاعد في الداخل الإيراني، والمتزامن مع التحولات السياسية في دول الجوار، ليس حالة عابرة، بل تعبير صادق عن وعي شعبي يتشكل ضد مشروع تصدير الثورة، ومحاولة فرض الهيمنة الدينية والسياسية عبر الوكلاء.

إيران تنتفض والشارع يرفض تصدير الثورة

في مدن إيرانية عدة، عادت الحناجر تصدح بشعارات ترفض النظام الحاكم، وتحمله مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية وتبديد ثروات البلاد، المتظاهرون يرددون عبارات مثل: “لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران”، في إشارة واضحة إلى رفض سياسة دعم الميليشيات خارج الحدود على حساب الشعب الإيراني.

القمع لم يعد كافيًا لإخماد صوت الشارع، الذي يعبر بشكل متكرر عن رغبته في استعادة إيران لدورها كدولة وطنية، لا كمنصة لمشروع ديني توسعي، في المقابل، ما تزال السلطات الإيرانية تتعامل مع الحراك الشعبي بعقلية أمنية، معتبرة أي اعتراض تهديدًا مباشرًا لنظام ولاية الفقيه.

لكن ما يجري على الأرض يشير أن الشعب الإيراني بات يرى أن الخلاص لن يكون ممكنًا إلا من خلال إسقاط النظام الذي صادر حرياته وموارده، وبنى نفوذه في الخارج على أنقاض الداخل المنهك.

لبنان يصوّت ضد سلاح الميليشيا


في لبنان، حيث تجري انتخابات نيابية مفصلية، يعبر الناخبون عن رغبة حقيقية في تغيير المشهد السياسي الذي لطالما هيمنت عليه قوى مدعومة من إيران، وعلى رأسها حزب الله.

هذه الانتخابات ليست مجرد ممارسة ديمقراطية تقليدية، بل صراع مباشر بين مشروع الدولة ومشروع الميليشيا.

اللبنانيون الذين ذاقوا مرارة الانهيار الاقتصادي والشلل المؤسساتي، أصبحوا أكثر وعيًا بأن سلاح حزب الله وارتهانه لطهران هو أحد أبرز أسباب تعثر الدولة.

رغم محاولات الترهيب والتيئيس، تظهر المؤشرات أن شريحة واسعة من المجتمع اللبناني تريد استعادة القرار الوطني، وبناء دولة مستقلة ذات سيادة، خارج حسابات النفوذ الإيراني.

صوت الناس اليوم هو صوت يرفض اختطاف البلاد باسم المقاومة، ويريد تحرير لبنان من كونِه ورقة في يد الحرس الثوري.

من اليمن إلى طهران.. الشعوب تتحد ضد المشروع الإيراني

لا يكتمل المشهد من دون الإشارة إلى اليمن، حيث تواصل ميليشيا الحوثي تنفيذ أجندة طهران، وتمارس القمع والتجويع بحق المدنيين تحت ذريعة الصراع السياسي.

الجماعة التي تقدم نفسها كحركة مقاومة، باتت نسخة طبق الأصل عن حزب الله، تخضع لتوجيهات إيرانية وتفرض نظامًا متخلفًا خارج عن السياق الوطني.

وكما في إيران ولبنان، بدأ الشعب اليمني يرفع صوته مطالبا بوقف الحرب، واستعادة الدولة، وإنهاء تسلط الميليشيا على مصيره، فالحقيقة التي باتت جلية أن أدوات إيران في المنطقة تترنح، والمشروع الطائفي الذي زرعته يواجه رفضًا شعبيًا متصاعدًا.

من طهران الغاضبة، إلى بيروت التي تنتخب، إلى صنعاء التي تقاوم، ترسم الشعوب خارطة جديدة للخلاص، حيث لم تعد الأزمات تقرأ من زاوية محلية فقط، بل ضمن فهم أوسع لمصدر الهيمنة والخلل.

spot_img