اتهمت ميليشيا الحوثي، الخميس، الولايات المتحدة الأمريكية بالتسبب في أزمة وقود مرتقبة في مناطق سيطرتها، وذلك عقب أسبوعين من سلسلة ضربات جوية استهدفت منشآت حيوية في ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة غربي اليمن، وحذّرت الجماعة من تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة قد تصيب قطاعات الصحة والكهرباء والنقل، وتؤثر على ملايين المدنيين.تحذير من شلل شامل في القطاعات الخدميةوفي بيان أصدرته شركة النفط الواقعة تحت إدارة الحوثيين في صنعاء، حمّلت الجماعة القوات الأمريكية مسؤولية مباشرة عن تدهور الوضع، متهمة واشنطن بمنع دخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، واستهداف البنية التحتية في رأس عيسى ضمن حملة عسكرية متصاعدة، تستند إلى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخزانة الأمريكية مطلع العام الحالي.وأكد البيان أن كميات الوقود المتبقية في مناطق سيطرة الحوثيين “لا تكفي لتشغيل محطات الكهرباء والمستشفيات ووسائل النقل”، محذرًا من شلل كامل قد يصيب القطاعات الخدمية في حال استمرار ما وصفه بـ”الحصار النفطي”، ودعت الجماعة إلى “تدخل دولي عاجل” للسماح بدخول شحنات الوقود، مؤكدة أن الأزمة مرشحة للتفاقم ما لم يتم رفع القيود المفروضة على المواني اليمنية.تخزين إجباري لنصف الكمياتوفي خطوة أثارت استياءً واسعًا بين السكان، أصدرت ميليشيا الحوثي توجيهات صارمة لمحطات الوقود تلزمها بالاحتفاظ بنحو 50% من المشتقات النفطية كاحتياطي استراتيجي تحت تصرف الجماعة، في إجراء ينذر بأزمة حادة خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق عاملين في القطاع.وقالت مصادر محلية إن القرار يشمل البنزين والديزل والكيروسين، وسط مخاوف من أن تستخدم الجماعة هذه المخزونات لدعم عملياتها العسكرية في ظل الشح المتزايد في الإمدادات الخارجية.احتكار الوقود يُعمّق الأزمة ويهدد بانفجار الأسعارفيما يرى خبراء اقتصاديون أن هذا الاحتكار سيُؤدي حتمًا إلى ارتفاع أسعار الوقود في السوق السوداء، إن توفرت، وسيعطل حركة النقل والتجارة في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلًا بفعل الحرب والانهيار الاقتصادي.وأشار المراقبون إلى أن استقرار السوق نسبيًا حتى الآن يعود إلى تراجع الطلب نتيجة انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، إضافة إلى انتشار وقود مغشوش يغطي جزءًا من الاستهلاك، لكنهم حذروا من أن الإجراءات الحوثية الأخيرة تهدد بكسر هذا التوازن الهش، والدفع بالمناطق الخاضعة للجماعة إلى أتون أزمة وقود خانقة خلال فترة قصيرة.لذا يتجه الوضع في مناطق الحوثيين نحو أزمة وقود شاملة قد تُحدث شللًا في القطاعات الحيوية، وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين وواشنطن، وإجراءات داخلية تعمّق الأزمة، ما يعني أن الأزمة مرشحة للتفاقم في ظل غياب حلول عاجلة أو تدخلات دولية ملموسة.