وسط تحديات كبيرة ومخاطر جمّة، يقترب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إكمال مئة يوم من ولايته الثانية، ليعكس المشهد السياسي الداخلي الذي يشهد تفاعلات حامية، بالإضافة إلى الساحة الدولية المليئة بالقضايا الشائكة. في هذه المرحلة الحاسمة، يواجه ترامب أول تقييم حقيقي لنجاحاته وإخفاقاته.
مكاسب ترامب.. خطوات مؤثرة في السياسة والاقتصاد
بدايةً، يعتبر العديد من الخبراء أن أول 100 يوم من ولاية ترامب الثانية كانت حافلة بالإنجازات، خاصة في المجال الاقتصادي.
ووصف الخبير الأمني والعميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، جوناثان جيليام، هذه الفترة بـ”التاريخية والمثيرة”، مشيرًا إلى قدرة ترامب على التعامل مع ملفات معقدة مثل التضخم الداخلي والحرب في أوكرانيا.
وبحسب جيليام، تمكن ترامب من إعادة الولايات المتحدة إلى مكانتها العالمية، وتعزيز نفوذها التجاري من خلال فرض الرسوم الجمركية، فضلًا عن دوره الدبلوماسي في الوساطة بين موسكو وكييف.
من ناحية السياسة الخارجية، تبنّى ترامب نهجًا عمليًا، حيث ركز على تعزيز المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة بدلاً من الانغماس في مغامرات عسكرية مكلفة.
ويُعتبر هذا التحول في السياسة دليلاً على تركيز ترامب على ترتيب أولويات بلاده بعيدًا عن الحروب العسكرية، وتوجيه اهتمامه إلى الصفقات الاقتصادية الكبرى.
دعم المنطقة وخطوات ملموسة
من جهة أخرى، نال ترامب إشادة في قضايا المنطقة، حيث وفى بجزء كبير من وعوده الانتخابية.
فإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية، إلى جانب استخدام القوة الجوية لحماية الممرات المائية الحيوية، شكّل خطوات هامة لدعم أمن منطقة الخليج العربي.
كما لعب ترامب دورًا مهمًا في إعادة الثقة بين واشنطن ودول الخليج من خلال إشراكهم في مفاوضات مع إيران، مما ساعد في تعزيز التنسيق الاستراتيجي.
إخفاقات ترامب.. تحديات كبيرة مستمرة
على الرغم من الإنجازات الواضحة، فإن فترة ترامب لم تخلُ من الإخفاقات.
فملفات معقدة مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا، والحد من التوسع الإيراني، ومعالجة الأزمات الإنسانية في السودان وغزة، لا تزال مفتوحة وتثير العديد من التساؤلات.
كما أن الحرب التجارية الناشئة مع الصين قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأسواق العالمية، ما يشير إلى تحديات اقتصادية كبيرة في المستقبل القريب.