ذات صلة

جمع

صفقة أم صدمة؟ ترامب يعيد تشكيل المسار النووي مع إيران

في مقابلة أجراها مع مجلة “تايم” في 22 أبريل...

الهند وباكستان على حافة الحرب النووية.. كشمير تُعيد شبح الدمار الشامل

في تصعيد خطير، شهدت منطقة كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية...

“العودة عبر الفوضى”.. كيف يُخطط إخوان الخارج لإشعال الداخل العربي من جديد؟

في أعقاب القرار الأردني بحظر جماعة “الإخوان المسلمين” ومصادرة...

تيار التغيير يُعلن الحرب الناعمة: ” مخطط إسقاط الأنظمة يبدأ من الأردن”

في مشهد يعكس مدى تغوّل جماعة الإخوان الإرهابية في...

بين فج عطان وسوق فروة: كيف تصنع جماعة الحوثي المجازر الإعلامية؟

كشفت مصادر عسكرية يمنية، عن لجوء ميليشيا الحوثي إلى قصف مواقع مدنية خاضعة لسيطرتها بقصد إحداث مجازر، ثم اتهام الغارات الأمريكية بالوقوف وراءها، في محاولة لخداع الرأي العام المحلي والدولي.

وأكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، أن “الميليشيا باتت تستهدف عمدًا مناطق مأهولة بالسكان في العاصمة صنعاء ومحيطها، وفي عدد من المدن الخاضعة لها”، مشيرًا أن ذلك يأتي في سياق “مخطط إجرامي لإثارة السخط الشعبي ضد العمليات العسكرية الأمريكية التي تستهدف مواقع حوثية”.

واقعة سوق “فروة”: شهود وصور تدحض الرواية الحوثية

وبرزت الشكوك حول تورط الحوثيين في قصف سوق “فروة” الشعبي بحي المسيك شمالي صنعاء، بعد تداول مقاطع مصورة من قبل سكان محليين تُظهر بوضوح وجود كتابات باللغة العربية على جسم الصاروخ المستخدم، في حين زعمت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الغارة أمريكية، وقد أسفرت عن مقتل وإصابة 46 مدنيًا.

ونعى العميد الركن والمحلل العسكري محمد الكميم، مقتل أربعة أفراد من عائلته في القصف، مؤكدًا أن طبيعة الصاروخ المستخدم تدل على أنه من تصنيع إيراني بدائي، وليس ضمن ترسانة السلاح الأمريكي.

وفي منشور له على منصة “إكس”، تساءل الكميم: “لماذا لم يُنشر أي توثيق لحادثة سوق فروة؟ ولماذا التعتيم الإعلامي، في مقابل التغطية السينمائية لحادثة رأس عيسى؟”، ليجيب قائلًا: “لأن النشر سيُظهر أن الحوثيين هم الجناة، لا الأمريكيون”.

مصادر محلية: الصاروخ انطلق من معسكر حوثي

وأكد شهود عيان ومصادر قبلية، أن الصاروخ الذي أصاب سوق فروة انطلق من معسكر تابع للحوثيين في منطقة فج عطان، وهي قاعدة معروفة للنشاط العسكري للميليشيا.

كما تداول ناشطون يمنيون محادثات مع سكان من صنعاء أكدوا أن القذيفة كانت حوثية وليست أمريكية، وهو ما يتماشى مع الاتهامات الموجهة للميليشيا بتعمد استهداف المدنيين.

الضربات الأمريكية مركزة… والحوثيون في مأزق

ويرى مراقبون يمنيون، أن الغارات الأمريكية باتت أكثر دقة وفعالية، مستهدفة مواقع عسكرية حيوية للحوثيين، ما وضعهم في عزلة وأفقدهم القدرة على تبرير خسائرهم أمام مؤيديهم.

وقال العقيد أحمد عبدربه أبو صريمة، المحلل العسكري: إن “ميليشيا الحوثي تعاني أزمة نفسية حقيقية، لأن الضربات الأمريكية لم تستهدف المدنيين، بل جاءت مركزة ضد مواقعها القيادية ومنصات إطلاق الصواريخ”.

وأضاف: “عندما فشلت في تلفيق التهم ضد واشنطن، لجأت إلى افتعال مجازر في الأسواق السكنية لتُحمّل الآخرين مسؤوليتها”، وأكد أن ما يحدث “يعكس رغبة الحوثيين في المتاجرة بدماء اليمنيين، ومحاولة للهروب من مواجهة الواقع العسكري المتغير على الأرض”.

الحوثيون يتهمون واشنطن… ويطالبون بتحقيق دولي

من جانبها، زعمت جماعة الحوثي، أن الولايات المتحدة شنت قرابة ألف غارة جوية على الأراضي اليمنية منذ 15 مارس الماضي، متهمة واشنطن بارتكاب “جرائم حرب” عبر استهداف “الموانئ والمطارات والمزارع والمرافق الصحية والمواقع الأثرية”، بحسب ما ورد في رسالة وجهها وزير خارجية الجماعة، جمال عامر، إلى منظمات وهيئات أممية، منها مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وادّعت الجماعة أن إحدى الغارات على ميناء رأس عيسى أودت بحياة 80 مدنيًا، وأصابت 150 آخرين، فيما قُتل 12 شخصًا وأُصيب 30 في قصف طال حيًّا سكنيًا بصنعاء. ورغم أن هذه الأرقام لم تُوثق من مصادر مستقلة، فقد استخدمتها الجماعة ضمن حملة إعلامية موسعة للمطالبة بتحقيق دولي.

رد أمريكي: استمرار العمليات العسكرية الدقيقة ضد الحوثيين

في المقابل، لم تُصدر الإدارة الأمريكية تعليقًا رسميًا مباشرًا على اتهامات الحوثيين، لكن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أكدت في بيان حديث أن العمليات العسكرية مستمرة، موضحة أن حاملات الطائرات تنفذ ضربات جوية على مدار الساعة ضد أهداف عسكرية حوثية.

وتأتي هذه الضربات ضمن عملية عسكرية أمريكية أطلقت بأوامر من الرئيس السابق دونالد ترامب منذ منتصف مارس، ردًا على تصاعد هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر واستهدافهم مواقع إسرائيلية، على خلفية التصعيد في غزة.

تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين

وفي ظل الضربات الأمريكية المتواصلة، تواجه ميليشيا الحوثي ضغطًا متزايدًا على الساحة الدولية، لا سيما بعد نشر تقارير استخباراتية دولية تؤكد ضلوع الجماعة في تهديد الملاحة الدولية، ما دفع دولًا أوروبية، بينها فرنسا وبريطانيا، إلى مناقشة فرض عقوبات إضافية على قياداتها.

كما نُقلت تحذيرات إلى طهران تطالبها بكبح جماح دعمها للجماعة المسلحة في اليمن.

spot_img