في ظل التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، برزت تحالفات مثيرة للجدل بين شخصيات سياسية ودينية معروفة وجماعات مسلحة.
وتبيّن أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، والمفتي السابق الصادق الغرياني، قد انخرطا في تحركات تهدف إلى تعزيز نفوذهما السياسي، مما يُثير مخاوف من تداعيات سلبية على استقرار البلاد.
تحالفات مشبوهة مع الميليشيات
تُشير التقارير إلى أن الدبيبة يسعى للحصول على دعم الميليشيات المسلحة لتعزيز موقفه السياسي والبقاء في السلطة. هذه الخطوة قد تُؤدي إلى تعزيز نفوذ هذه الجماعات المسلحة على حساب مؤسسات الدولة الرسمية.
وفي السياق نفسه، يُلاحظ أن الغرياني قد أبدى دعمه لهذه التحركات، مما يُعزز من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
مخاطر إعادة إدخال المرتزقة
كما تُثار مخاوف من أن هذه التحالفات قد تسهم في إعادة إدخال المرتزقة إلى ليبيا، مما قد يُحوّل البلاد إلى ساحة صراع مفتوحة ويزيد من تعقيد الأزمة الأمنية.
سيناريوهات كارثية محتملة
في حال استمرار هذه التحالفات والسعي لتعزيز نفوذ الميليشيات، قد تُواجه ليبيا سيناريوهات كارثية تشمل، على رأسها تصاعد العنف والاقتتال الأهلي، حيث قد يُؤدي تعزيز دور الميليشيات إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين الفصائل المختلفة، مما يُهدد السلم الأهلي.
كما أنه من المحتمل إفشال المشاورات السياسية والتي قد تسهم هذه التحركات في تعطيل جهود الحوار الوطني والمبادرات الرامية إلى تحقيق الاستقرار السياسي، فضلًا عن تعميق الانقسام الداخلي، إذ قد يُؤدي الاعتماد على الميليشيات إلى زيادة حدة الانقسامات بين المناطق والفئات المختلفة في المجتمع الليبي.
دعوات للحذر وتغليب المصلحة الوطنية
وفي ظل هذه التطورات، تبرز دعوات من قبل العديد من الأطراف الليبية والدولية إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والعمل على تعزيز مؤسسات الدولة الرسمية بعيدًا عن التحالفات المشبوهة التي قد تزيد من تعقيد الأزمة.
لذا، يتطلب الوضع الراهن في ليبيا تحركات جادة ومسؤولة من قبل جميع الأطراف للابتعاد عن التصعيد وضمان استقرار البلاد وسلامة مواطنيها.
تحالف المصالح والمخططات المشبوهة
وفي السنوات الأخيرة، برز تحالف عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، والصادق الغرياني، المفتي المعزول والمثير للجدل، كأحد أبرز التحالفات السياسية التي تُثير المخاوف في ليبيا.
ويجمع بين الطرفين هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على نفوذهما السياسي والديني بأية وسيلة، حتى لو كان ذلك عبر إشعال التوترات وإعادة تدوير الجماعات المسلحة والمتطرفة.
تحالف تكتيكي قائم على المصالح
يُعرف الغرياني بخطابه المتطرف ودعمه العلني للجماعات المسلحة، حيث لعب دورًا رئيسًا في التحريض ضد خصوم الدبيبة السياسيين، مستخدمًا المنابر الإعلامية والدينية لتوجيه فتاوى تخدم أجندة الأخير.
وفي المقابل، منح الدبيبة الغرياني وحلفاءه هامشًا واسعًا من الحرية والحماية السياسية، ما سمح له بمواصلة تحركاته وتأثيره في المشهد الليبي.
الغرياني أداة لتبرير سياسات الدبيبة
كما ساهم الغرياني بشكل مباشر في ترسيخ وجود الميليشيات المسلحة التي يعتمد عليها الدبيبة في تثبيت حكمه، حيث عمل على منح هذه الجماعات غطاءً دينيًا عبر فتاوى تحرض على العنف وتكفير المعارضين.
كما أن تصريحاته الأخيرة التي دعت إلى رفض أي تسوية سياسية لا تضمن استمرار الدبيبة في الحكم، تعكس بوضوح دوره كأحد أدوات السلطة القائمة.
تمويل الإعلام والدعاية الدينية
إضافة إلى ذلك، تُشير تقارير إلى أن حكومة الدبيبة قدّمت دعمًا ماليًا وإعلاميًا كبيرًا للمنصات التابعة للغرياني، مثل “قناة التناصح”، التي تستخدم بشكل رئيسي في التحريض على الفصائل المناوئة للدبيبة وتبرير تحركات الميليشيات المسلحة.
وهذا الدعم يعكس مدى التقارب بين الطرفين، حيث يستفيد كل منهما من الآخر في تحقيق أهدافه الخاصة.
ما يعني أن تحالف الدبيبة والغرياني ليس مجرد تحالف سياسي عابر، بل هو نموذج لتحالف قائم على المصالح المشتركة واستخدام الأدوات الدينية والعسكرية لفرض السيطرة على المشهد الليبي.
لذا فاستمرار هذا التحالف دون رادع قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، مما يستدعي موقفًا حاسمًا من القوى الوطنية والإقليمية والدولية لمنع ليبيا من الانزلاق نحو سيناريوهات أكثر خطورة.