ذات صلة

جمع

تركيا بين الوساطة والتورط.. تقرير أمريكي يضرب مصداقية أنقرة في السودان

في ظل المساعي التركية لتقديم نفسها كوسيط محايد في...

اشتباكات عنيفة وقتلى وجرحى وهروب فلول الأسد.. من يقف وراء الفوضى في سوريا؟

على مدار الساعات القليلة الماضية، شهدت سوريا أحداثًا ميدانية...

أوروبا على مفترق طرق.. إعادة التسلح ورفض السلام المفروض على أوكرانيا

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التهديدات الروسية، تجد...

تصادم وشيك بين حليفين لأمريكا في الشرق الأوسط: هل تشتعل سوريا مجددًا؟

سلّط تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الضوء على التصاعد الخطير...

تركيا بين الوساطة والتورط.. تقرير أمريكي يضرب مصداقية أنقرة في السودان

في ظل المساعي التركية لتقديم نفسها كوسيط محايد في الصراع السوداني، جاء تقرير صحيفة The Washington Post ليكشف عن دور تركيا في دعم جيش البرهان بالأسلحة، مما وجّه ضربة قوية لمصداقية أنقرة أمام الرأي العام الأمريكي والدولي.
هذا الكشف لا يصب فقط في مصلحة قوات الدعم السريع التي ستسعى إلى تضخيم الدور التركي في تسليح الجيش السوداني واستخدامه ضد المدنيين، بل يفتح أيضًا الباب أمام الإدارة الأمريكية الجديدة لاستخدام هذه الورقة للضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبينما تُحاول أنقرة تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا عبر مزيج من القوة الناعمة والتدخلات العسكرية، فإن هذا التقرير يُعيد تسليط الضوء على التناقضات في سياستها الخارجية.

وثائق لم تنشرها شركة الأسلحة التركية

كشفت صحيفة The Washington Post الأمريكية، عن وثائق لم تنشرها، تُوضح كيف ساهمت شركة الأسلحة التركية Baykar في تأجيج الحرب الأهلية في السودان، التي وصفتها الصحيفة بـ”الوحشية”.
 وعلى الرغم من أن بايكار ليست شركة حكومية رسميًا، فإنها تحظى بدعم كبير من الدولة التركية وتلعب دورًا محوريًا في الصناعة الدفاعية للبلاد، وتشتهر الشركة بتطوير الطائرات المسيّرة Bayraktar TB2، التي تُستخدم على نطاق واسع في الجيش التركي وتُصدّر إلى العديد من الدول.

تركيا ودعم جيش البرهان

سلّط التقرير الضوء على التورط التركي في النزاع السوداني، مشيرًا إلى شحنة سرية من الطائرات المسيرة والصواريخ التركية، التي تم تسليمها للجيش السوداني في سبتمبر الماضي. وتظهر هذه الوثائق كيف ساعدت هذه الأسلحة القوات الموالية للجنرال عبدالفتاح البرهان في مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في النزاع المسلح الذي يُهدد استقرار السودان والمنطقة.
وبحسب التقرير، فإن تركيا، التي نادرًا ما يتم ذكر دورها في الأزمة السودانية، لعبت دورًا رئيسًا في توفير دعم عسكري خفي للجيش السوداني، في وقت تواجه فيه الإمارات اتهامات متزايدة بدعم قوات الدعم السريع. وقد ظل هذا الدور التركي بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، رغم الأدلة التي تشير إلى حجم الدعم العسكري المهرّب إلى السودان.

صراع القوى الإقليمية على السودان

وتُشير الوثائق التي استند إليها التقرير إلى أن السودان أصبح ساحة معركة بالوكالة لقوى دولية وإقليمية، من بينها روسيا وإيران، حيث يتنافس الطرفان المتصارعان على النفوذ والدعم العسكري من حلفاء خارجيين، ويعكس التدخل التركي جانبًا جديدًا من هذا الصراع، الذي لم يكن مطروحًا بشكل واسع في التقارير الإعلامية السابقة.
في المقابل، نفت الإمارات، أكثر من مرة، تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، مُؤكدة أن دورها في السودان يقتصر على المساعي الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية. كما أشار التقرير إلى اهتمام الإمارات بمشروع تطوير ميناء أبو عمامة الاستراتيجي على البحر الأحمر، وهو مشروع يتنافس عليه أيضًا الروس، ما يُضيف بعدًا اقتصاديًا للصراع العسكري المحتدم في السودان.

انعكاسات التدخل التركي في السودان


يُثير الكشف عن الدعم العسكري التركي لجيش البرهان تساؤلات حول تأثير هذا التدخل على مسار الحرب الأهلية في السودان، خاصة في ظل التوترات الدولية المتزايدة في المنطقة.
فبينما تُركز الأنظار على الدور الإماراتي، يبدو أن أنقرة تلعب دورًا خفيًا لكنه فعّال في ترجيح كفة الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد المشهد السوداني.
ويُؤكد هذا التقرير أن الأزمة في السودان لم تعد مجرد صراع داخلي، بل أصبحت جزءًا من لعبة إقليمية ودولية أكبر، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية، مما يجعل الحل السلمي أكثر صعوبة، ويضع مستقبل السودان على المحك.