في ظل التطورات الأخيرة، تبرز تساؤلات حول استعداد إسرائيل لاستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتأتي هذه التساؤلات مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، المقرر في 2 مارس 2025.
الاستعداد للحرب
وتبينت نية الاستعداد لخوض الحرب مجددًا، وفقًا لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل مستعدة لاستئناف القتال في غزة “في أي لحظة”، مؤكدًا التزامه بتحقيق أهداف الحرب سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى.
كما كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلًا عن دبلوماسي غربي، إن إسرائيل “تستعد” للعودة إلى الحرب ضد حماس، معتقدة أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لن يستمر لأكثر من أسابيع عدة، مضيفة أنه من المقرر أن تتغير تكتيكات الجيش الإسرائيلي عن العام الأخير من القتال، إلا أن الهدف الأهم باق وهو إيجاد بديل لحماس لإدارة قطاع غزة.
وقال الدبلوماسي الغربي إن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تعطي الأولوية لتفكيك قدرات حماس الحاكمة والعسكرية، معتقدة أنه لا يُمكن إنشاء بديل في غزةحتى يتم هزيمتها، لافتا إلى ن هذا النهج “مضلل”، ويجب على إسرائيل معاودة القتال المكثف ضد حركة حماس، والتفكير ببديل لها، “في الوقت نفسه”.
وتابع أن إيقاف القتال والتركيز على إيجاد بديل سياسي لحماس في غزة، “سيزيد من قوة حركة حماس واستعداداتها”، لذا يجب معاودة القتال المكثف.
المفاوضات الجارية
ويأتي ذلك، بينما تجري حاليًا مفاوضات في القاهرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، لبحث المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وتهدف هذه المرحلة إلى تحقيق وقف دائم للقتال والإفراج عن الرهائن المتبقين. ومع ذلك، تواجه المفاوضات تحديات، أبرزها رفض حماس لاقتراح إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى من الهدنة لمدة ستة أسابيع، وإصرارها على الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وكان مصدران أمنيان مصريان قد قالا لـ”رويترز” إن الوفد الإسرائيلي في القاهرة يُحاول التوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة 42 يومًا إضافيًا.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قد قالت إن المفاوضين يدفعون من أجل تمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.
لذا بينما تستمر المفاوضات، تبقى احتمالية استئناف العمليات العسكرية قائمة، خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية بالاستعداد للعودة إلى القتال إذا لم تُحقق المفاوضات أهدافها. الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، سواء بالاتجاه نحو تهدئة دائمة أو تصعيد جديد.