ذات صلة

جمع

واشنطن وكييف على أعتاب اتفاق تاريخي حول المعادن النادرة.. شراكة استراتيجية أم ورقة تفاوضية؟

حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى...

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني...

الرياض تحتضن قمة الحسم.. خطة عربية لمواجهة “تهجير غزة” وإعادة الإعمار

يجتمع قادة دول الخليج ومصر والأردن غدًا في العاصمة...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توترات ملحوظة في الآونة الأخيرة، خاصة بعد رفض زيلينسكي قبول اتفاقية اقترحتها واشنطن تتضمن تنازل أوكرانيا عن نصف حقوقها في المعادن كتعويض عن المساعدات العسكرية الأمريكية، فيما اتهمه ترامب بجر الولايات المتحدة إلى حرب لا يُمكن الانتصار فيها.

الخلافات بين ترامب وزيلينسكي

وأثار هذا الرفض استياء ترامب، الذي أعرب عن “إحباطه الشديد” من زيلينسكي، معتبرًا أنه لا يُظهر الامتنان الكافي للدعم الأمريكي.

بالإضافة إلى ذلك، انتقد ترامب زيلينسكي لعدم تنظيم انتخابات في ظل الأحكام العرفية، واصفًا إياه بـ”الديكتاتور”، كما ألقى باللوم على زيلينسكي في تأجيج الصراع مع روسيا بسبب رفضه التنازل عن بعض الأراضي.

وفي خطوة أثارت قلق أوكرانيا وأوروبا، أجرت الولايات المتحدة محادثات مع روسيا حول إنهاء النزاع دون إشراكهما.

في المقابل، أعرب زيلينسكي عن استيائه من عدم وضوح خطة السلام التي يقترحها ترامب، مشيرًا إلى أن التواصل بينهما لم يُسفر عن نتائج ملموسة. ورغم الاتصالات الهاتفية المتكررة بين الزعيمين، والتي استمرت إحداها لمدة ساعة، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن إنهاء الحرب.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تستعد الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي تماشيًا مع مطالب ترامب، وذلك قبيل قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقررة في يونيو المقبل. من المتوقع أن تستمر هذه الخلافات في التأثير على العلاقات الأمريكية-الأوكرانية، مع استمرار الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع.

اتهامات متبادلة

وأكد ترامب – في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية – أن روسيا باتت تمتلك “أوراقًا رابحة” في الصراع الدائر في أوكرانيا، مما يجعل موقفها التفاوضي أقوى.

وقال ترامب في تصريحاته: “أعتقد أن الروس يُريدون إنهاء الحرب، لكنهم في موقع قوة لأنهم سيطروا على الكثير من الأراضي”، مضيفًا أن الرئيس الأوكراني يتحمل مسؤولية استمرار الحرب، وأن أوكرانيا أصبحت دولة محطمة نتيجة سياساته.

وتزامن ذلك مع تراجع واضح في العلاقات بين كييف وواشنطن، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب استشاط غضبًا بعد تصريحات زيلينسكي التي وصف فيها رؤية ترامب للحرب بأنها قائمة على “الأخبار الكاذبة”.

كما دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى فتح تحقيق حول مصير المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، بعدما أقر زيلينسكي بعدم معرفته بمصير نحو 100 مليار دولار منها.

وفي ظل هذه التجاذبات، يبدو أن موقف زيلينسكي بات أكثر هشاشة، خاصة مع تراجع الدعم الدولي لأوكرانيا، وسط دعوات متزايدة لإنهاء الحرب من منطلق القوة، كما صرّح بذلك الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتي.

صدام المصالح والاستراتيجيات

لذا فالخلاف المتصاعد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يُثير تساؤلات حول طبيعته: هل هو خلاف سياسي بحت ناتج عن تباين المصالح، أم أنه يحمل أبعادًا شخصية تتعلق بالعلاقة المتوترة بين الرجلين.

وترتكز نقاط الخلاف بينهما على عدة نقاط؛ منها رؤية ترامب للسياسة الخارجية، حيث يُعرف ترامب بسياسة “أمريكا أولًا”، والتي تركز على تقليل الالتزامات الخارجية، وهو ما انعكس على موقفه من الدعم العسكري لأوكرانيا، ريريد ترامب أن تُظهر أوكرانيا “امتنانًا” أكبر للمساعدات الأمريكية، وهو ما يُفسر ضغوطه على زيلينسكي لتقديم تنازلات في المفاوضات مع روسيا.

بالاضافة إلى أن زيلينسكي يواجه تحديات داخلية وخارجية تجعله غير قادر على تنفيذ بعض مطالب ترامب، مثل تقديم تنازلات إقليمية لروسيا أو تنظيم انتخابات في ظل الأحكام العرفية، فضلًا عن الموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا يُعقد الوضع، إذ لا يريد زيلينسكي خسارة هذا الدعم من خلال اتباع سياسة ترامب.

كما أن ترامب، باعتباره مرشحًا محتملًا للرئاسة الأمريكية في 2024، قد يستخدم ملف أوكرانيا كورقة سياسية ضد خصومه الديمقراطيين، وزيلينسكي يدرك أن موقفه الحالي قد يؤثر على العلاقات المستقبلية بين كييف وواشنطن في حال فوز ترامب.

توتر بين ترامب وزيلينسكي

ومن الواضح أيضًا وجود توتر بين الرئيسين، حيث وصف ترامب زيلينسكي بأنه “غير ممتن” و”عنيد”، وهو ما يعكس طابعًا شخصيًا في انتقاده، فضلًا عن تصريحات ترامب حول زيلينسكي بأنه “ديكتاتور” تخرج عن الإطار السياسي المعتاد، ما يشير إلى وجود توتر شخصي بينهما.

وفي 2019، كان زيلينسكي في قلب قضية مساءلة ترامب الأولى، حين اتُهم الأخير بالضغط عليه للتحقيق في أعمال هنتر بايدن في أوكرانيا مقابل مساعدات عسكرية، لذا فهذه الحادثة ربما تركت أثرًا سلبيًا في العلاقة بينهما، حيث يرى كل طرف الآخر كخصم وليس كشريك.

مزيج من السياسة والشخصنة

وبالتالي فإن الخلاف بين ترامب وزيلينسكي يحمل أبعادًا سياسية بحتة تتعلق بتضارب المصالح، لكنه لا يخلو من الطابع الشخصي بسبب تراكمات سابقة بين الرجلين. يبدو أن ترامب ينظر إلى زيلينسكي كشخص غير متعاون، بينما يرى زيلينسكي أن مطالب ترامب غير واقعية وقد تضر بموقف أوكرانيا، لكن من الواضح أن التوتر بينه وبين زيلينسكي سيظل عاملًا مؤثرًا في أي قرارات مستقبلية تخص أوكرانيا.

كما يرى مراقبون أن سياسات ترامب الخارجية تتسم بالبراغماتية، حيث يسعى لتعزيز المصالح الأميركية أولًا، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين.

spot_img