ذات صلة

جمع

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني...

الرياض تحتضن قمة الحسم.. خطة عربية لمواجهة “تهجير غزة” وإعادة الإعمار

يجتمع قادة دول الخليج ومصر والأردن غدًا في العاصمة...

ليبيا في مفترق طرق.. هل تنجح المبعوثة الأممية الجديدة في كسر حلقة الأزمات؟

مع وصولها إلى العاصمة الليبية طرابلس، تجد المبعوثة الأممية...

من صنعاء إلى بيروت.. هل تعيد إيران رسم خارطة حلفائها بعد الضربات الأخيرة؟

في أعقاب الضربات الأخيرة التي تعرضت لها مواقع إيرانية وحليفة لها في المنطقة، برزت تحركات دبلوماسية وعسكرية قد تعكس إعادة تموضع داخل المحور الإيراني، ومن أبرز هذه التحركات مغادرة قيادات حوثية من صنعاء إلى بيروت لحضور جنازة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.

هذه الزيارة تطرح تساؤلات حول أبعادها الاستراتيجية وانعكاساتها على المشهد الإقليمي، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في اليمن والمنطقة ككل.

مشاركة حوثيون في جنازة نصرالله

طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الحكومة اللبنانية باعتقال وتسليم قادة من ميليشيا الحوثي، سيحضرون جنازة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله.

وقال الإرياني – في بيان على حسابه في منصة (أكس)-: إن مغادرة مجموعة من قيادات ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، صنعاء، متوجهة إلى بيروت، لحضور جنازة حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله، وتقديم فروض الولاء والطاعة لإيران، يؤكد مجددًا أن ولاءها يتجاوز حدود اليمن، واستمرارها في تعزيز ارتباطها بالمشروع الإيراني في المنطقة، بينما يرزح الشعب اليمني تحت وطأة الحرب والجوع والفقر والمرض، جراء سياساتها التدميرية.

وأكد وزير الإعلام اليمني، أن “تحركات القيادات الحوثية ليست مجرد مشاركة في مراسم التشييع، وإنما تأتي في سياق إعادة ترتيب صفوف المحور الإيراني بعد الضربات التي تعرض لها”، مضيفًا أن “هذه التحركات مرتبطة مباشرة بموجة الهجمات الإرهابية على السفن التجارية وناقلات النفط، مما يشكل تهديدًا للاستقرار في لبنان والمنطقة والعالم”.

وطالب الإرياني الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف صارم عبر ضبط قادة الحوثيين وتسليمهم للحكومة اليمنية، مشددًا على ضرورة عدم السماح بأن يكون لبنان ملاذا آمنًا لقيادات الميليشيا الإرهابية، وذلك امتثالاً للقرارات الدولية.

أبعاد الزيارة: مشاركة رمزية أم ترتيبات جديدة؟

قد تكون زيارة القيادات الحوثية إلى بيروت مشاركة رمزية في جنازة حسن نصر الله، الذي كان أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة.

هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات بين الحوثيين وحزب الله، والتي تمتد لسنوات من التعاون العسكري والسياسي.

ومن ناحية أخرى، قد تكون هذه الزيارة جزءًا من ترتيبات إيرانية جديدة لتعزيز التنسيق بين حلفائها في المنطقة. إيران، التي تواجه ضغوطاً دولية وإقليمية متزايدة، قد تسعى إلى تعزيز تحالفاتها لمواجهة هذه التحديات.

لذا قد تشهد الفترة المقبلة زيادة في التنسيق العسكري بين الحوثيين وحزب الله، بدعم إيراني، لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية. هذا التنسيق قد يشمل تبادل الخبرات العسكرية وتوفير الدعم اللوجستي.

وتعكس زيارة القيادات الحوثية إلى بيروت استمرار ارتباط الحوثيين بالمشروع الإيراني، على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الجماعة. هذا الارتباط قد يعزز من قدرات الحوثيين العسكرية، ولكنه يزيد من عزلتهم دوليًا.

وتأتي في ظل استمرار الصراع وتعزيز الارتباط بإيران، حيق تظل أوضاع الشعب اليمني متدهورة، حيث يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية. هذا الوضع يزيد من الغضب الشعبي تجاه الحوثيين وإيران.

ويعقد استمرار ارتباط الحوثيين بإيران جهود تحقيق السلام في اليمن، حيث ترفض العديد من الأطراف الإقليمية والدولية أي دور لإيران في العملية السياسية.

السيناريوهات المقبلة: تصعيد عسكري أم ضغوط دولية؟

لذا مع تعزيز التنسيق بين الحوثيين وحزب الله، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا في اليمن، بدعم إيراني. هذا التصعيد قد يشمل هجمات على مواقع سعودية أو إماراتية، أو زيادة في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.

وقد تدفع هذه التطورات القوى الإقليمية، مثل السعودية والإمارات، إلى زيادة دعمها للقوات المعادية للحوثيين في اليمن. كما قد تشهد الفترة المقبلة زيادة في الضغوط الدولية على إيران وحلفائها، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية.

ومن ناحية أخرى، قد تسعى بعض الأطراف الدولية إلى إحياء جهود السلام في اليمن، مع التركيز على عزل الحوثيين عن إيران.

هذا السيناريو قد يشهد زيادة في الضغوط الدبلوماسية على الحوثيين لإجبارهم على التفاوض.

مستقبل التحالفات الإيرانية

يمكن أن تسعى إيران إلى تعزيز تحالفاتها القائمة مع الحوثيين وحزب الله، كجزء من استراتيجيتها لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية. هذا التعزيز قد يشمل زيادة الدعم المالي والعسكري.

وفي ظل التحديات المتزايدة، قد تبحث إيران عن حلفاء جدد في المنطقة، خاصة في ظل التغيرات السياسية في بعض الدول العربية. هذا البحث قد يشهد تحالفات جديدة أو تعزيز العلاقات مع قوى إقليمية أخرى.

ومع إعادة رسم خارطة التحالفات الإيرانية قد يكون لها تأثير كبير على استقرار المنطقة، حيث قد تشهد الفترة المقبلة زيادة في التوترات الإقليمية والصراعات بالوكالة.

تظهر زيارة القيادات الحوثية من صنعاء إلى بيروت تحولات عميقة في التحالفات الإقليمية، حيث قد تكون جزءًا من استراتيجية إيرانية جديدة لمواجهة الضغوط المتزايدة.

بينما تعزز هذه التحركات من قدرات الحوثيين العسكرية، فإنها تزيد من تعقيد المشهد السياسي في اليمن والمنطقة ككل. في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الصراع في اليمن مرهونًا بالتفاعلات الإقليمية والدولية، والتي قد تشهد تصعيدًا عسكريًا أو جهودًا دبلوماسية جديدة لتحقيق السلام.

spot_img