تستعد إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتبني نهج صارم ومتعدد الأبعاد تجاه إيران، مستندة إلى توصيات صادرة عن منظمة “متحدون ضد إيران النووية” (UANI).
وتشمل هذه التوصيات خطة طموحة تهدف إلى إعادة تشكيل السياسة الأمريكية تجاه إيران خلال أول 100 يومٍ من حكم ترامب.
في إطار استراتيجية شاملة تعتمد على أدوات القوة الوطنية الأربعة، الدبلوماسية، المعلوماتية، العسكرية، والاقتصادية.
محاور الخطة الرئيسية
ستسعى الإدارة الجديدة إلى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات عبر الأمم المتحدة، ما يضمن وضع قيود صارمة على الاقتصاد الإيراني.
هذه الخطوة تهدف إلى إضعاف قدرة طهران على تمويل أنشطتها الإقليمية وبرنامجها النووي.
تطالب الخطة إيران بالالتزام بسياسة التخصيب الصفر أو إعادة المعالجة، ما يعني فرض قيود صارمة على برنامجها النووي لضمان عدم استخدامه لأغراض عسكرية.
كذلك تعمل الخطة على تشكيل تحالف دولي يشمل الحلفاء التقليديين والشركاء الإقليميين والدوليين، بهدف الضغط على إيران بشكل جماعي لإجبارها على تغيير سلوكها.
وتقترح الخطة إنشاء “صندوق ديمقراطية” باستخدام الأصول الإيرانية المصادرة لدعم الشعب الإيراني وتمكينه من تحقيق تطلعاته الديمقراطية.
تشير الخطة إلى إمكانية تنفيذ ضربات عسكرية محددة ضد منشآت الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات الإيرانية، في حال تورط طهران في أعمال عدائية ضد مواطنين أمريكيين.
تسعى الخطة إلى استهداف “الأسطول الشبحي” الذي تستخدمه إيران للالتفاف على العقوبات، من خلال فرض مراقبة صارمة ومكافآت تشجيعية للربابنة الذين يلتزمون بعدم نقل النفط الإيراني.
الأهداف النهائية
بحسب منظمة “متحدون ضد إيران النووية”، تهدف هذه الاستراتيجية إلى إضعاف النظام الإيراني بطرق متعددة، بما في ذلك تقليص موارده المالية، وتعزيز عزلة إيران الدولية، وتشجيع التغيير الداخلي من خلال دعم الشعب الإيراني.
وتعتقد المنظمة، أن تنفيذ هذه التوصيات خلال الأشهر الأولى من حكم ترامب سيضمن فرض تكلفة حقيقية على النظام الإيراني نتيجة لسياساته العدوانية والقمعية المستمرة.
تداعيات الخطة على العلاقات الدولية
تشكيل تحالف دولي لمواجهة إيران سيكون اختبارًا لقدرة إدارة ترامب على قيادة تحالفات متعددة الأطراف.
ومع ذلك، فإن نجاح هذا الجهد يعتمد على قدرة واشنطن على توحيد مواقف الحلفاء الأوروبيين، الذين أعربوا عن ترددهم إزاء سياسة الضغط القصوى في الماضي.
تنفيذ ضربات عسكرية ضد منشآت إيرانية قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة أن إيران سترد على الأرجح بإجراءات مضادة تستهدف المصالح الأمريكية أو حلفاءها في المنطقة.
مستقبل الملف النووي
فرض سياسة “التخصيب الصفر” سيمثل عقبة رئيسية في المفاوضات المستقبلية، إذ ستعتبر إيران هذه الخطوة محاولة لإلغاء حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية؛ مما قد يدفعها إلى التصعيد بدلاً من التفاوض.
ورغم أن الخطة تعكس طموح إدارة ترامب لتغيير قواعد اللعبة مع إيران، إلا أن تنفيذها يتطلب توافقًا دوليًا ودعمًا داخليًا قويًا.
التحدي الأكبر أمام هذه الخطة يكمن في إدارة التوازن بين الضغط على النظام الإيراني من جهة، وتجنب تأجيج الصراعات الإقليمية من جهة أخرى.
وخطة ترامب للتعامل مع ملف إيران في أول 100 يومٍ من حكمه تعكس توجهًا صارمًا، يهدف إلى تقويض قدرة إيران على تعزيز نفوذها الإقليمي ومواصلة برنامجها النووي.