مع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتجه الأنظار نحو استراتيجيته لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهي الحرب التي تمثل تحديًا عالميًا يتطلب جهودًا دبلوماسية واسعة.
ترامب، الذي صرح خلال حملته الانتخابية بأن لديه “خطة حاسمة لإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة”، يبدو ملتزمًا بترجمة وعوده إلى أفعال على الساحة الدولية.
خطة ترامب
ووعد ترامب، خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال يوم واحد” من توليه منصبه، وبعد فوزه أوائل نوفمبر الجاري، كشفت صحيفة “التليجراف” البريطانية، عن احتمال أن يدعو الرئيس المنتخب قوات أوروبية وبريطانية لفرض منطقة عازلة بطول 800 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني، كجزء من خطة لتجميد الحرب بين البلدين.
وتتضمن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، التي وضعها ثلاثة من موظفي ترامب، تجميد الخط الأمامي الحالي في مكانه، وموافقة أوكرانيا على تأجيل طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمدة 20 عامًا.
وفي المقابل، ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة لردع روسيا عن استئناف الحرب، ولن تسهم الولايات المتحدة بقوات لدوريات، وفرض المنطقة العازلة الناتجة، ولن تمول مهمتها.
شروط بوتين
وأشار بوتين، أنه منفتح على التفاوض مع ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه يظل ثابتًا على شروطه الحرجة، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
واستبعد بوتين أي تنازلات إقليمية كبيرة، وطالب كييف بالتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ويتولى ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة، منصبه في ظل أقوى موقف لروسيا بالصراع حتى الآن، وتسيطر موسكو الآن على مساحة من الأراضي الأوكرانية بحجم ولاية فرجينيا تقريبًا، مع تقدم قواتها بأسرع وتيرة لها منذ الأيام الأولى للحرب، عام 2022.
وتشير مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن المسرح يبدو مهيأ لدبلوماسية عالية المخاطر في الوقت الذي يستعد فيه ترامب وبوتين لمعالجة أحد أكثر الصراعات العالمية إلحاحًا.
وفي أول نظرة تفصيلية لما قد يقبله بوتين في اتفاق سلام يتوسط فيه ترامب، قال 5 مسؤولين روس حاليين وسابقين، وفق تقرير رويترز، أن الكرملين قد يوافق على نطاق واسع على تجميد الصراع على طول خطوط المواجهة القائمة.
وحسب التقرير، قال ثلاثة من هؤلاء الأفراد، إنه قد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيمات المحددة لمناطق شرق أوكرانيا دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، تلك المناطق المندمجة بالكامل في روسيا ومحمية تحت مظلتها النووية.
شروط زيلينسكي
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مقترحات ترامب وأصر على أن كييف بحاجة إلى الانضمام لـ”الناتو” في أقرب وقت ممكن، ورفض التنازل عن الأراضي لموسكو.
وقال زيلينسكي في قمة أوروبية خلال وقت سابق من الشهر الجاري: “أعتقد أن الرئيس ترامب يريد حقًا قرارًا سريعًا لإنهاء الصراع”، لكنه أضاف: “هذا لا يعني أن الأمر سيحدث بهذه الطريقة”.
وأكد زيلينسكي، أن عملية السلام يجب أن تكون عادلة ولا تخاطر بترك أوكرانيا عُرضة للخطر، متابعًا: “ترامب يريد إنهاء هذه الحرب”، معترفًا بأنه في حين يشترك الجميع في هذا الهدف، فإن القرار المتسرع “سيكون خسارة لأوكرانيا”.
وحسب نيوزويك، يسلط هذا التحذير الضوء على مخاوف زيلينسكي من أن نهج ترامب قد يؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يقوض سلامة أراضي أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني: إن أي حل مع روسيا لا ينبغي أن يوقف الأعمال العدائية فحسب، بل ينبغي أن يضمن نتيجة عادلة لكييف.