منذ السابع من أكتوبر في العام الماضي، تشتعل الحرب في قطاع غزة، وقد تطورت لتشمل مناطق أخرى. ومع بداية الحرب، سعى الجميع لنبذ الخلافات الداخلية بين حركتي فتح وحماس، وكان على رأس القمم التي حاولت تحقيق هذا الهدف مؤتمر في الصين.
تعاني القضية الفلسطينية من وضع قد يكون الأصعب في تاريخها في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.
وكان لهذه الحرب صدى كبير لدى السلطة الفلسطينية، حيث أصدر رئيسها، محمود عباس، قرارًا بتكليف الاقتصادي محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء محمد اشتية.
اجتماع القاهرة
ومؤخراً، استضافت القاهرة اجتماعًا بين ممثلين عن حركتي حماس وفتح بهدف بحث خطط إدارة قطاع غزة بعد الحرب. وذكرت وسائل إعلام مصرية عن مصدر أمني مصري كبير قوله إن القاهرة تستضيف اجتماعات بين حركة فتح وحركة حماس لبحث تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة في إطار خطط ما بعد الحرب.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوساطة المصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف المصدر أن حماس تصر على “عدم تجزئة المفاوضات خوفًا من تسليم الأسرى ثم عودة الجانب الإسرائيلي لإطلاق النار”.
كما أضاف أن المقترح يهدف إلى تجاوز عقبة إصرار حماس على أن تكون تبعية لجنة إدارة غزة للفصائل وليس للحكومة. ومن ضمن المقترحات المطروحة تشكيل لجنة من الفصائل تتبع الحكومة الفلسطينية وتكون مهمتها إدارة قطاع غزة، وكذلك ناقشت فتح وحماس إمكانية إجراء تعديل وزاري لخمسة وزارات فلسطينية تشارك حماس في تسمية أعضائها.
في ظل الحرب والعدد الكبير من القتلى في صفوف الفلسطينيين، والدمار الهائل الذي تعرض له القطاع نتيجة الحرب الإسرائيلية، علا صوت فلسطيني يطالب بالوحدة وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس.
يعود جزء كبير من الاحتكاك بين الحركتين إلى عام 2007، عندما طردت حماس قسراً حركة فتح من قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية في العام السابق. ومنذ ذلك الحين، اتسع الانقسام، حيث يتهم قادة حماس السلطة الفلسطينية، التي تقودها حركة فتح في الضفة الغربية، بالتنسيق مع إسرائيل والغرب.